قوله:(وضُيّقت الطرقات)؛ أي: يبنون في الطريق الشارع الدَّكَك، ويجلسون فيها، ويتحدثون بالباطل، ويضيقون الطرقات على المارة.
قوله:(وكثرت خطباء منابركم)؛ أي: إنهم لا يخطبون لله ولا للاستحقاق، وإنما يشترون وظيفة الخطابة، فيكثر الراغبون في ذلك، ولقد رأينا للمسجد الواحد أكثر من عشرين خطيبًا.
قوله:(ركن علماؤكم) ... إلخ؛ أي: يميل العلماء إلى الملوك فَيُفْتُونَ بمقتضى هواهم ولو خالف الشرع، ويتوصلون بذلك إلى دنياهم، فيحلون لهم الحرام من المعازف، وأكل الحرام، والكِبر، والغُرور، والمُكُوس، ويحرّمون عليهم الحلال من التواضع، والتقلل، وإقامة الحدود، ونحوها.
قوله:(وتعلم علماؤكم) ... إلخ؛ أي: لا يتعلمون لوجه الله ولدينهم، وإنما قصدهم في التعلم تحصيل الدنيا.
ومن علامة ذلك: أنَّ أكثر رغبتهم في الفلسفيات والحكميات، فتراهم جاهلين بالسُّنة وشرائع الأحكام ويعدون أنفسهم من عُلماء الإسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قوله:(اتخذتم القرآن تجارة)؛ أي: إن أعطوا أُجرة على القراءة قرؤوا، وإلا لم يقرؤوا.
قوله:(ضيعتم حق الله في أموالكم)؛ أي: من الزكاة، وغير ذلك من الحقوق المالية، إما بعدم إخراجها، أو بالإخلال ببعض شروطها من الاستحقاق وقدر الواجب، وغير ذلك.
قوله:(وشربتم الخمور في ناديكم)؛ أي: في مجالسكم العامة غير مختفين، بل مجاهرين بشربها.
وليس هذا تكرارًا مع قوله السابق:(وشربت الخمور)؛ لأن ذلك هو الشراب، لا بقيد المجاهرة، بخلاف هذا.
وكذا يُقال في حديث حذيفة المار:"وشربت الخمور في الطرق".