للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - عن أبي ذرّ - رضي الله عنه -: قال عليه الصلاة والسلام له: "كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت؟ " (١).

وحمله القاري (ج ٥ ص ١٣٥) على وقعة يزيد. قال: وكان الأمير على تلك الجيوش مسلم بن عقبة المُرّي.

٥ - حذيفة مرفوعًا: "يكون بعد هذا الخير شر؟ (٢) قال: نعم. [قال] فما العصمة؟ قال: السيف". "البذل" (ج ٥ ص ٩٠)، حمله الشيخ على مقتل


(١) إشارة إلى حديث طويل رواه أبو داود عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه؛ رفعه: يا أبا ذر. قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال. كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله. قال: عليك بمن أنت منه. قلت: يا رسول الله؛ أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي؟ قال: شاركت القوم إذًا. قلت: فما تأمرني؟ قال: تلزم بيتك. قلت: فإن دَخَل عَليَّ بيتي؟ قال: فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه. لأبي داود مطولًا.
"جمع الفوائد" (ج ٣ ص ٢٨٣ كتاب الفتن -أعاذنا الله منها-).
(٢) أشار الشيخ رحمه الله تعالى إلى ما رواه الإمام أبو داود رحمه الله تعالى بسنده عن سبيع بن خالد قال: أتيت الكوفة في زمن فتحت تُستر أجلب منها بغالًا، فدخلت المسجد فإذا صدعٌ من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز، قال: قلت: من هذا؟ فتجهمني القوم وقالوا: أما تعرف هذا؟ ! هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال حذيفة: إن الناس كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر. فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون، إني قلت: يا رسول الله؛ أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله تعالى، أيكون بعده شر كما كان قبله؟ قال: نعم. قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: السيف. قلت: يا رسول الله؛ ثم ماذا يكون؟ قال: إن كان لله تعالى خليفة في الأرض، فضرب ظهرك، وأخذ مالك فأطعه، وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجّال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره، وَحُطَّ وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره، وَحُطّ أجره. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هي قيام الساعة.
حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم عن خالد بن خالد اليشكري بهذا الحديث قال: قلت: بعد السيف قال: بقية على أقذاء، وهدنة على دخن. ثم ساق الحديث.
قال: وكان قتادة يضعه على الردّة التي في زمن أبي بكر، على أقذاء يقول: قذي، وهدنة يقول: صلح على دخن على ضغائن.
"بذل المجهود" (ج ١٢ ص ١٣٦ كتاب الفتن).

<<  <   >  >>