"جمع الفوائد" (ج ٣ ص ٢٨٣ كتاب الفتن -أعاذنا الله منها-). (٢) أشار الشيخ رحمه الله تعالى إلى ما رواه الإمام أبو داود رحمه الله تعالى بسنده عن سبيع بن خالد قال: أتيت الكوفة في زمن فتحت تُستر أجلب منها بغالًا، فدخلت المسجد فإذا صدعٌ من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز، قال: قلت: من هذا؟ فتجهمني القوم وقالوا: أما تعرف هذا؟ ! هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال حذيفة: إن الناس كانوا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر. فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون، إني قلت: يا رسول الله؛ أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله تعالى، أيكون بعده شر كما كان قبله؟ قال: نعم. قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: السيف. قلت: يا رسول الله؛ ثم ماذا يكون؟ قال: إن كان لله تعالى خليفة في الأرض، فضرب ظهرك، وأخذ مالك فأطعه، وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجّال معه نهر ونار، فمن وقع في ناره وجب أجره، وَحُطَّ وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره، وَحُطّ أجره. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هي قيام الساعة. حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم عن خالد بن خالد اليشكري بهذا الحديث قال: قلت: بعد السيف قال: بقية على أقذاء، وهدنة على دخن. ثم ساق الحديث. قال: وكان قتادة يضعه على الردّة التي في زمن أبي بكر، على أقذاء يقول: قذي، وهدنة يقول: صلح على دخن على ضغائن. "بذل المجهود" (ج ١٢ ص ١٣٦ كتاب الفتن).