للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه" (١)، وفي رواية: "وكان ذلك منه أدبًا" (٢).

قال النووي: "وفي هذا الحديث دليل لمن يقول لا يصلى على قاتل نفسه لعصيانه، وهو مذهب عمر بن عبد العزيز والأوزاعي، وقال الحسن والنخعي وقتادة ومالك وأبو حنيفة والشافعي وجماهير العلماء يصلى عليه.

وأجابوا عن هذا الحديث بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل عليه بنفسه زجرًا للناس عن مثل فعله، وصلت عليه الصحابة" (٣).

وقد اختلف العلماء في الصلاة على قاتل نفسه على أقوال:

القول الأول: يصلى عليه، وهو مذهب الشافعي (٤) وعطاء (٥) والنخعي (٦).


(١) رواه النسائي (٤/ ٦٦) كتاب الجنائز، باب ترك الصلاة على من قتل نفسه (عنوان غير مصدر بباب)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (٢/ ٤٧ / ١٩٦٢).
(٢) رواه ابن ماجه (١/ ٤٨٨ / ١٥٢٦) كتاب الجنائز، باب الصلاة على أهل القبلة، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (٢/ ٢٤).
(٣) شرح صحيح مسلم (٧/ ٥١).
(٤) المصدر السابق (٧/ ٥١).
(٥) هو: شيخ الإسلام أبو محمد عطاء بن أبي رباح - أسلم - بن صفوان المكي، القرشي، ولد في أثناء خلافة عثمان، ونشأ بمكة، من أجل فقهاء التابعين وزهادهم، وكان يُصاح في الحج: لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح، توفي سنة (١١٤ هـ)، وله ثمان وثمانون سنة.
[سير أعلام النبلاء (٥/ ٥٥٢)، تذكرة الحفاظ (١/ ٩٨ / ٩٠)، شذرات الذهب (٢/ ٦٩)].
(٦) هو: أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو النخعي اليماني ثم الكوفي، الحافظ فقيه العراق من خيار التابعين ولد سنة ٤٦ هـ، روى عن كبار التابعين مثل =