يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ "قل هو الله أحد"، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"سلوه لأي شيء يصنع ذلك"، فسألوه فقال:"لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أخبروه أن الله يحبه"(١).
قالوا: فعل فعلًا لا يقع إلا عبادة وأقره النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك.
والجواب: ما هو الذي أقره النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه وما هو الذي أحدثه ذلك الرجل.
فالذي فعله ذلك الرجل أنه واظب على فعل لم يتبين وجه مواظبته عليه، فلما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقرر حكمًا بل سأله لماذا يفعل ذلك؟
فلما ذكر له سببًا مشروعًا أجاب باعتبار السبب.
وإذا استُحضر هنا - ولابد من ذلك - قول الأصوليين السؤال معاد في الجواب، فيكون معنى إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم -: إقراره على الفعل بهذا السبب، فهذا مشروع لأن الشرع اعتبره، ولا يطلق هذا الفعل بدون تقيد بالسبب؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقره إلا بعد معرفة سببه، ثم إنه لم يقل أحد من أهل العلم باستحباب قراءة الصمد في كل ركعة استدلالًا بهذا الحديث، بل غايته جواز ذلك الفعل، وهذا الجواز مستفاد من إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - المشروط بما
(١) رواه البخاري (١٣/ ٣٦٠ / ٧٣٧٥) كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله، ومسلم (١/ ٥٥٢ / ٨١٣) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}.