من الصحابة، ولا يُعْرَفُ بالرواية عن غير أبيه، وأبوه تابعي أيضًا.
وإلى هذه العلة أشار ابنُ عَدِيٍّ بقوله:"في إسنادِهِ بعض الإرسال"(الكامل ٢/ ٥٤١)، وانظر (التاريخ الكبير ٥/ ٢٥٤)، و (الجرح والتعديل ٥/ ٢١٠).
الثانية: أحمد بن الفرج بن سليمان الكِنْدي أبو عتبة الحمصي، مختلفٌ فيه:
قال ابنُ أبي حاتم:"كتبنا عنه، ومحله عندنا محل الصدق"(الجرح والتعديل ٢/ ٦٧)، وقال مسلمةُ:"ثقة مشهور"، وذَكَره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ١٢١٧٦) وقال: "يخطئُ"، وقال أبو أحمدَ الحاكمُ:"قَدِم العراقَ فكتبوا عنه، وأهلها حَسَّنوا الرأي فيه، لكن محمد بن عوف كان يتكلَّمُ فيه، ورأيتُ ابنَ جوصا يضعفُ أمرَه" وقال عبد الملك بن محمد شيخُ ابنِ عَدِيٍّ: "كان محمد بن عوف يضعفه".
قلنا: بل رماه محمد بن عوف بالكذبِ وسوءِ الحالِ، وقال:"ليس عنده في حديث بقية أصل، هو فيها أكذب الخلق، إنما هي أحاديث وقعتْ إليه في ظهر قرطاس، في أولها: ثنا يزيد بن عبد ربه، ثنا بقية"، وقال ابنُ عَدِيٍّ:"وأبو عتبة مع ضَعْفِهِ قد احتمله الناس ورووا عنه ... وأبو عتبة وسط، ليس ممن يُحتجُّ بحديثه أو يُتدينُ به، إلا أنه يُكتبُ حديثُه" انظر (تاريخ بغداد ٥/ ٥٥٨)، و (الكامل ١/ ٤٣٦)، و (تهذيب التهذيب ١/ ٦٧)، مع (اللسان ١/ ٥٧٥).
وذَكَر الزيلعيُّ الحديث، مع إعلالِ ابنِ عَدِيٍّ له بأبي عتبةَ، ثم أتبعه بقولِ ابنِ أبي حاتم فيه:"كتبنا عنه، ومحله عندنا الصدق"(نصب الراية ١/ ٣٧).