للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديث لا موصولًا ولا مرسلًا.

فأخطأ أبو حنيفة في إسناد هذا الحديث ومتنه لزيادته في الإسناد معبدًا، والأصل عن الحسن مرسلًا، وزيادته في متنه القهقهة وليس في حديث أبي العالية -مع ضَعْفِهِ وإرساله- القهقهة.

قال لنا ابنُ صَاعد: ويقال إن الحسنَ سمع هذا الحديث من حفص بن سليمان المنقري، عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. فرجع الحديث إلى أبي العالية" (الكامل ٥/ ٢٠).

العلة الرابعة: أن منصور بن زاذان لم يروه عن الحسن، وإنما رواه عن ابن سيرين.

وبهذا أعلَّهُ الدارقطنيُّ، فقال: "وَهِم فيه أبو حنيفة على منصور، وإنما رواه منصور بن زاذان، عن محمد بن سيرين، عن معبد. ومعبدٌ هذا لا صحبةَ له، ويقال: إنه أول مَن تكلَّم في القدرِ منَ التابعينَ. حَدَّثَ به عن منصور عن ابن سيرين غيلان بن جامع وهشيم بن بشير، وهما أحفظ من أبي حنيفة للإسناد" (السنن ١/ ٣٠٦).

وهذا قد لا يكون قادحًا في نفس الأمر؛ إذ كل مِن ابن سيرين والحسن إمامان ثقتان، ولكن هذا إنما يدلك على عدم ضبط أبي حنيفة للحديثِ. وانظر رواية غيلان وهشيم فيما يأتي.

الوجه الثاني: رواه الدارقطنيُّ (٦٢٣) -ومن طريقه البيهقيُّ في (الخلافيات ٧٢٩) -، وابنُ مَخْلَدٍ البزازُ في (حديثه عن شيوخه)، كلاهما من طريق غَيْلان، بن جامع، عن منصور، عن ابن سيرين، عن معبد الجُهني، به.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ معبد الجُهني هذا هو القَدَري، قال الحافظُ: "صدوق مبتدع، وهو أول من أظهر القدر بالبصرة" (التقريب ٦٧٧٧). فحديثه هذا