عبد الله بن زُرَير ... وقال مرَّة: حدثنا الحارث بن يزيدَ، عن عبد الله بن زُرَير" (علل الحديث ٥٩).
وقال الهَيْثَميُّ: "ومدارُ طرقِه على ابنِ لَهِيعةَ، وفيه كلامٌ" (مجمع الزوائد ٢٣٤٩).
وبه أعلَّه ابنُ المُلَقِّنِ في (البدر المنير ٤/ ٤٣٧). وكذا ابنُ حَجَرٍ في (التلخيص الحبير ٢/ ٧١).
قلنا: ولكن أول الحديثِ في قصةِ انصرافِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم منَ الصلاةِ وَهُمْ قيامٌ، له شواهدُ يصحُّ بها، وهي مذكورةٌ في البابِ، ولذا قال الألبانيُّ: "ابنُ لَهِيعةَ سيئُ الحفظِ، إلا أنه صحيحُ الحديثِ فيما وافقَ فيه غيرَهُ، وقد زادَ في هذه القصةِ:((فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ فِي بَطْنِهِ رِزًّا ... إلخ))، ولم نجدْها في شيءٍ من طرقِ الحديثِ؛ فهي ضعيفةٌ، وأمَّا أصْلُ الحديثِ فصحيحٌ" (صحيح أبي داود ١/ ٤٢١).
قلنا: وهذه اللفظةُ رُوِيتْ موقوفةً على عليٍّ رضي الله عنه، كما عندَ عبدِ الرزاقِ (المصنَّف ٣٦٤٨، ٣٦٤٩)، وابنِ أبي شَيْبةَ (المصنف ٥٩٥٥)، والدَّارَقُطْنيِّ (السنن ٥٧٥)، وغيرِهم؛ فلعلَّ الأمرَ كما أشارَ أبو حاتم في كلامِهِ السابق.
أما العلامةُ أحمد شاكر فصحَّحَ الحديثَ في (تعليقه على المسنَدِ)؛ مشيًا على قاعدته في توثيقِ ابنِ لَهِيعةَ مطلقًا! .