للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

به.

وهذا سندٌ ضعيفٌ؛ فيه ثلاثُ عللٍ:

الأولى: حَجَّاجٌ هو ابنُ أَرْطاةَ؛ وهو "صدوقٌ، كثيرُ الخطإِ والتدليسِ" كما في (التقريب ١١١٩).

العلة الثانية: شَرِيكٌ هو النَّخَعيُّ؛ سيِّئ الحفظ. وقال الحافظ: "صدوقٌ، يخطئُ كثيرًا". (التقريب ٢٧٨٧).

العلة الثالثة: القاسمُ بنُ أبي شَيْبةَ؛ ذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٩/ ١٨)، وقال: "يخطئُ ويخالفُ".

وقد تُوبِع شَرِيكٌ بما لا يُعتدُّ به؛ فرواه بَحْشَل في (تاريخ واسط): عن وَهْب بن بَقِيَّة، عن عبد الرحمن بن حَكِيم، عن حَجَّاج، بإسناده ومتْنِه.

فظاهر هذه الرواية أن عبد الرحمن بن حَكِيم تابع شَرِيكًا، فتنحصر العلةُ في حَجَّاجٍ وحدَه، ولكن متابعته هذه لا تُفيد؛ من وجهين:

الوجه الأول: أن عبد الرحمن هذا لم نجدْ مَن ترجم له غيرَ أسلَمَ، ولم يذكرْ فيه شيئًا، ولم نجدْ مَن روَى عنه غيرَ وَهْب؛ فهو مجهول العين والحال.

الوجه الثاني: أن أسلَمَ ذَكر في (تاريخه ص ٦١): "أن شَرِيكًا لما قَدِم إلى واسِط نزلَ على عبد الرحمن بن حَكِيم هذا"، فيحتمل أنه أخذه من شَرِيكٍ فأسقَطه، والله أعلم.

وقال البَيْهَقيُّ في (المعرفة): "فهذا إنما يرويه الحَجَّاج بن أَرْطاة، وهو غيرُ محتَجٍّ به، غير أن له في حَنْظَلةَ بنِ الراهبِ مِن نقْل أهلِ المغازي شواهدَ ذكرْناها في كتاب (السنن) ".