للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولا بقية الستة، خلافًا لما يُوهمه كلام الحاكم" (الصحيحة ٥/ ٤١٤).

وقال ابنُ حَجرٍ: "صدوقٌ" (التقريب ٧٢٤٠).

قلنا: والذي نراه أن حاله لا يرتقي إلى درجة صدوق، فمع تضعيف أبي حاتم والدارقطني له -وهما من أئمة الجرح والتعديل-، لم يُوَثِّقْهُ معتبر، فابنُ حِبَّانَ معروفٌ بالتساهلِ في التوثيقِ، لاسيما من يكتفي بمجرد ذكرهم في (الثقات) وهذا منهم، والحاكم أشد منه تساهلًا، فهو كما قال الدارقطنيُّ: "صُويلحٌ يعتبرُ به"، أما أن يحسن له استقلالًا، فلا.

وقد أغرب بهذا الحديث سندًا ومتنًا.

فأما سنده: فقد تفرَّدَ به عن أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، وهذا سندٌ مشهورٌ، فأين الثقات منه؟ !

وأما المتنُ: فالمحفوظُ فيه بلفظ: ((غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى) وليس بلفظ: (طَاهِرًا)، إلا أن يحمل معناه على ما ذَكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ، والله أعلم.

ولهذا قال ابنُ خُزيمةَ: "هذا حديثٌ غريبٌ، لم يروه غير هارون".

وقال المنذريُّ: "إسنادُهُ قريبٌ من الحسن" (الترغيب والترهيب ١٠٥٥).

وقال الذهبيُّ: "هذا حديثٌ منكرٌ، ... وهارون لا يُدرَى مَن هو" (المهذب في اختصار السنن ١/ ٢٩٧).

فتعقبه الألبانيُّ فقال: "وهذا من أوهام الذهبي، فإنه ظنَّ أن هارون بن مسلم هذا هو الذي روى عن قتادة، وعنه سلم بن قتيبة، وغيره، قال أبو حاتم فيه: مجهولٌ، وكذا في (الميزان)، ثم ذكر فيه عقبه: هارون بن مسلم صاحب الحناء، ونقل فيه قول أبي حاتم المتقدم: فيه لينٌ، وقول الحاكم: ثقةٌ،