قال ابنُ أبي شيبة: حدثنا سهل بن يوسف، عن حميد، عن بكر، عن ابن عمر، به.
ومداره -عندهم- على حميد بن أبي حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، به.
قال البزارُ:((هذا الحديثُ لا نعلمه يُروى عنِ ابنِ عمرَ من وجهٍ أحسن من هذا الوجه)) (المسند ٦١٥٨).
وقال الطبراني:((لم يَرْوِ هذا الحديث عن بكر إلا حميد، تفرَّدَ به: سفيان بن حبيب)) (المعجم الأوسط ٨٠٤٦).
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ صحيحٌ رجالُه كلُّهم ثقاتٌ؛ وإن كان حميد بن أبي حميد الطويل ((ثقة مدلس)) كما في (التقريب ١٥٤٤)؛ إلا أن أكثرَ الأَئِمةِ على أنه يُدَلِّسُ عن أنسٍ فقط، وفي هذا الحديث إنما يرويه عن بكر بن عبد الله المزنيِّ، وله رواية عنه في (الصحيحين).
ولذا صَحَّحَهُ عددٌ من أهل العلم:
فقال أبو عبد الله الحاكم:((صَحِيحٌ على شرط الشيخين)) (المستدرك ١٦٥٩).
قلنا: بل الطريق الذي أخرجه ليس على شرطِ واحدٍ منهما؛ فإن في سنده سهل بن يوسف لم يَرْوِ له الشيخان أو أحدهما.
لذا صَحَّحَهُ الألبانيُّ ثم تَعَقَّبَ الحاكمَ بقولِهِ:((إنما هو صحيحٌ فقط، فإن فيه: سهل بن يوسف، ولم يَرْوِ له الشيخان)) (إرواء الغليل ١/ ١٧٩).