وقال الذهبيُّ:"فيه سعيد بن أبي سعيد، لا يُعرفُ"(تلخيص العلل المتناهية ٢٩٥).
وأما قول الوليد بن مسلم -كما جاءَ في سندِ الخطيبِ: - "وكان ثقةً يحدثنا عنه"، فيحتمل أمرين:
الأول: توثيقه لسعيد، وتكون لفظة:(عنه) مقحمة خطأ. وهذا إن سُلِّم فيرده طعن أئمة الجرح فيه.
وأما الثاني -وهو الأرجح والله أعلم- فمعناه: أنه حَدَّثَ عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ بدون واسطة، وحَدَّثَ عنه أيضًا بواسطة رجل ثقة عنده. وعلى هذا التأويل يكون ضبط العبارة:"وكان ثقةٌ يحدثنا عنه" على الرفع.
ولعلَّ هذا ضربٌ من ضروبِ التسويةِ أراد به أن ذلك الثقة المبهم حدَّثه عن سعيدٍ، وأوهم أيضًا أنه سمعه من سعيدٍ، ولم يسمعْه منه.
ثم إن ذِكرَ الوليد وقوله هذا في إسناد الحديث لم يأتِ إلا من طريق الخطيب، ويبدو أنه وهم؛ فقد رواه ابنُ عَدِيٍّ عن البغوي نفسه وعن محمد بن أحمد بن الصلت، ورواه ابن عساكر من طريق محمد بن عبدوس، ثلاثتهم عن أبي همام حدثني سعيد به.
وقال ابنُ الجوزيِّ:"هذا حديثٌ لا يصحُّ"(العلل المتناهية ١/ ٣٤٣).
وقال الألبانيُّ:"هذا إسنادٌ ضعيفٌ مُظلمٌ"(الضعيفة ١٤/ ٧٢٨).