وتَعَقَّبه عبد الحق في (الأحكام الوسطى ١/ ٢١٧) بأن غيره يرى أن اضطرابها غير ضار؛ لأنها مُسنَدة من طرق صحاح! !
وكذا قال مغلطاي في (شرح ابن ماجه ٣/ ١٢٠).
ولا يوجد اضطراب في هذا الحديث أصلًا، وقد يكون هذا دليلًا على أن ابن عقيل حفظه؛ ولذا حَسَّنه مَن حَسَّنه؛ لأنهم استدلوا على ضعفه باضطرابه في الأحاديث، فإذ لم يضطرب دل ذلك على حفظه. والله أعلم، وهو ما مال إليه صاحب (منهج الإمام أحمد في الإعلال ١/ ٢٩٩).
وقال ابن رجب:((في إسناده بعض شيء)) (الفتح ٤/ ٢٧٠ بتصرف).
هذا، وقد أعله ابن حزم بعلل أخرى غير ما سبق، فقال:((أما هذا الخبر فلا يصح؛ فإن ابن جريج لم يسمعه من عبد الله بن محمد بن عقيل، كذلك حدثناه ... عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه. وذَكَر هذا الحديث فقال: قال ابن جريج: (حُدثت عن ابن عقيل) ولم يسمعه. قال أحمد:((وقد رواه ابن جريج عن النعمان بن راشد))، قال أحمد:((والنعمان يُعْرَف فيه الضعف)) (المحلى ٢/ ١٩٤ بتصرف يسير).
قلنا: وهذا ذكره عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: ((ابن جريج يرويه - يعني حديث حمنة - يقول: (حُدثت عن ابن عقيل) ولم يسمعه، ويقول:(عن محمد بن عبد الله بن عقيل) قَلَب اسمه! قال: يقولون: وافقه النعمان بن راشد، قال: ابن جريج يَروي عن النعمان بن راشد. وما أُراه إلا سمعه منه، والنعمان بن راشد ليس بقوي في الحديث، تَعْرف فيه الضعف)) (العلل ومعرفة الرجال ٥٢٧١).