فقال:((ليس بالقوي)(ميزان الاعتدال ٩٥٢٥)، وقال في (التذكرة ٢/ ١٠٩): ((فيه لين))، ولكن قال في (المغني ٦٩٧٥): ((ضعَّفَهُ صالح جزرة وقَبِلَهُ غيرُهُ))، وقال في (ديوان الضعفاء ٤٦٣٥): ((صويلحٌ، ضعَّفه صالح جزرة)). كأن صالح جزرة تفرَّدَ بتضعيفه، وقد ضعَّفه -أيضًا- أبو حاتم، والدارقطنيُّ، واتَّهمه أبو الوليد الطيالسيُّ، فالمعتمدُ ضَعْفُهُ. والله أعلم.
ومع هذا قال الحافظ ابن حجر:((وإسنادُهُ حسنٌ ليس فيه إِلَّا أبو هلال الراسبي وهو صدوقٌ))! (التلخيص ١/ ١٩٠).
وهذا غريبٌ منه، فليس الشأنُ في أبي هلال فهو متابع من يزيد بن إبراهيم وهو التستريُّ ثقة ثبت من رجال الشيخين، لكن الحافظَ تابعٌ في ذلك لابنِ الملقنِ حيثُ ذكر هذا الطريقَ في (البدر المنير ١/ ٥٥٠ - ٥٥١)، وأَخَذَ يَنْقُلُ أقوالَ أئمةِ الجرحِ والتعديلِ في أبي هلال الراسبي، فجاءَ الحافظُ فلخَّصَ ذلك بقوله:((إسنادُهُ حسنٌ))، فأبعدا النُّجعةَ.
وقد تقدَّمَ أن المحفوظَ عنِ ابنِ سيرينَ بلفظِ:((أُولَاهُنَّ))، كذا رواه أثبتُ الناسِ فيه وهو هشام بن حسان، وتابعه على ذلك جماعةٌ من الثقاتِ، فهي الصوابُ، والله أعلى وأعلم.
الطريق السادس:
رواه البزارُ (٩٧٢٠) قال: حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا الوليد بن أبي ثور، حدثنا السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة وفيه:((أَحْسِبُهُ قَالَ: إِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ)).
قال البزارُ:((وهذا الحديثُ لا نعلمُ رواه عن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، إِلَّا الوليد بن أبي ثور)).