البصري، وبه قال أحمد بن حنبل في رواية حرب الكرماني عنه (١))) (الفتح ١/ ٢٧٧).
ففي مقابل ترجيح البيهقي وغيره لحديث أبي هريرة، ذهب الحسن البصري وأحمد بن حنبل وغيرهما إلى العمل بحديث ابن المغفل، وقد أشار الطحاوي إلى أن الأخذ بحديثه أولى من حديث أبي هريرة، قال:((لأنه زاد عليه، والزائد أولى من الناقص)) (شرح معاني الآثار ١/ ٢٣).
وبقول الطحاوي هذا تعقب ابن حجر على البيهقي؛ فقال - بعد ذكر ترجيحه -: ((وهذا متعقب؛ لأَنَّ حديث عبد الله بن مغفل صحيح، قال ابن منده: ((إسناده مجمع على صحته))، وهي زيادة ثقة، فيتعين المصير إليها، وقد ألزم الطحاوي الشافعية بذلك)) (التلخيص ١/ ٢٤).
وقال ابن التركماني:((بل رواية ابن مغفل أولى؛ لأنه زاد الغسلة الثامنة والزيادة مقبولة خصوصًا من مثله)) (الجوهر النقي ١/ ٢٤١).
ومال ابن دقيق العيد أيضًا إلى العمل بحديث ابن المغفل، فقال:((والحديث قوي فيه، فمن لم يقل به احتاج إلى تأويله بوجه فيه استكراه)) (طرح التثريب ٢/ ١٢٣).
وصرح بذلك الصنعاني، فقال:((والحق مع الحسن البصري)) (سبل السلام ١/ ٢٣).
(١) قال حرب: وسئل أحمد عن الكلب يلغ في الإناء؟ قال: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: ((يُغْسَل سَبعَ مِرار، أولاهُنَّ بِالتُّراب))، قال أحمد: ((يُغْسَل سَبعَ مِرارٍ بالماء، والثامِنَة بِالتُّراب))؛ ذهب إلى حديث عبد الله بن مغفل. (مسائل حرب - الطهارة ص ١٠٥).