ولكن هذا -إِنْ ثبت- إنما يثبت له به شرف الصحبة عند الجمهور، أما الرواية فمرسلة عند المحققين منهم؛ لأنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، ولا يأخذ عندهم حكم مرسل الصحابي، كما سبق تقريره.
ولذا قال أبو حاتم -أو ابنه- عقب قول سنان هذا:((روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلٌ)) (الجرح والتعديل ٤/ ٢٥٠)، وسئل أبو زرعة: هل له صحبة؟ فقال:((لا، ولكنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم)) (المراسيل لابن أبي حاتم صـ ٦٧)، وجزم العجلي في (كتابه ١/ ٤٣٨) بأنه تابعي، وقال الذهبي:((روى له النسائي، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا، فهو مرسل)) (تاريخ الإسلام ٢/ ٩٣٨). وقال الحافظ:((ولد يوم حنين؛ فله رؤية، وقد أرسل أحاديث)) (التقريب ٢٦٤٠).
الثانية: محمد بن عباد بن آدم، ذكره ابن حبان في (الثقات ٩/ ١١٤)، وقال:((يغرب))، وقال الحافظ:((مقبول)) (التقريب ٥٩٩١)، يعني: إذا تُوبع، وإلا فلين، ولم يتابع على إسناده، وإِن كان متنه محفوظًا كما سبق.
وبقية رجال الإسنادٌ ثقات رجال الصحيح، عدا الحسن بن علي الفسوي، قال الدارقطني:((لا بأس به))، وانظر:(تاريخ بغداد ٨/ ٣٦٣).
وخالد هو ابن عبد الله بن محرز، من رجال مسلم، وهو صدوقٌ (التقريب ١٦٤٨).
ومع هذا قال الهيثمي:((رواه الطبراني في (الكبير) ورجالُه ثقاتٌ)) (المجمع ١٠٩٢)، وليس كذلك؛ إذ فيهم الصدوق والضعيف، كما تقدم.