للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: الانقطاع بين شريك وجابر، فإنهم لم يذكروا له رواية عنه، وأكبر من ذكروه في شيوخه: هو أنس بن مالك، وهذا يدل على أنه لم يدرك جابرًا رضي الله عنه، وقد مات جابر قبل الثمانين، وقيل في أوائل السبعين، ومات شريك بعد الأربعين ومائة، وحدده ابن عبد البر بأربع وأربعين ومائة، فبينهما أكثر من خمس وستين سنة، وهذا يؤيد انقطاعه.

الثانية: عبد الحكيم بن سفيان، ترجم له ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل ٦/ ٣٥) بلا جرح ولا تعديل! ، ولا يعرف روى عنه سوى محمد بن طلحة التيمي، فهو مجهول العين.

أما مسعدة بن سعد، شيخ الطبراني؛ فقال خالد بن سعد: "سمعت طاهرًا - يعني بن عبد العزيز الرعيني - وأحمد بن خالد يحسنان الثناء عليه" (جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص ٢٤٧)، وصحح له الضياء وغيره، انظر: (إرشاد القاصي ١٠٦٠).

وقال ابن تيمية: "وهذا الحديث له شواهد، أخرج أهل الصحيح منه قصة الشجرتين، وقصة الذي شهر السيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقصة الطير رواها أبو داود الطيالسي، وقصة الصبي ذكرها غير واحد" (الجواب الصحيح ٦/ ١٩٢، ١٩٣).

وقال الهيثمي: "في الصحيح بعضه". ثم قال: "رواه الطبراني في الأوسط، والبزار باختصار كثير، وفيه عبد الحكيم بن سفيان، ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله ثقات" (المجمع ١٤١٦٥).