للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكذا نفى سماعه من الأعمش: أبو حاتم الرازي (المراسيل لابنه ص ١٤)، وأحمد، والبخاري والترمذي وغيرهم كما سيأتي.

وخالف في ذلك البزار فجزم بسماعه من أنس، وروى (٧٥٦٥) من طريق عبد الحميد الحماني عن الأعمش، قال: سمعت أنس بن مالك يقول في قول الله عز وجل {وأقوم قيلا} ... الحديث. ثم قال: "فإذا كان قد رأى أنسًا وسمع منه فلا ينكر ما أرسل وقد جائز أَنْ يكون سمع بعضها، أو سمعها إِلَّا ما أدخل بينه وبين أنس فيها رجلًا" (مسند البزار ١٤/ ٨٩).

قلنا: والحماني وإن وثقه ابن معين وغيره، فقد ضعفه أحمد وابن سعد والعجلي وغيرهم، (تهذيب التهذيب ٦/ ١٢٠)، ولذا قال الحافظ: "صدوق يخطئ" (التقريب ٣٧٧١).

فمثله لا يعتمد عليه في ذلك، بل المحققون من أهل العلم يجزمون بخطئه في ذلك بلا تردد.

ووقع التصريح بسماع الأعمش من أنس، في رواية أخرى من طريق رجل متكلم فيه أيضًا، ذكرها العلائي في (جامع التحصيل ص ١٨٩) وحكم عليها بالضعف والشذوذ.

وحكى أبو نعيم الأصبهاني أيضًا: أَنَّ الأعمش سمع من أنس، ذكره المنذري في (مختصر السنن ١/ ٢٤) وتعقبه قائلا: "والذي قاله الترمذي هو المشهور". أي أَنَّ الأعمش لم يسمع من أحد من الصحابة.

ومما يؤكد عدم سماع الأعمش من أنس، تصريحه هو بذلك؛ فقد روى الخطيب في (تاريخ بغداد ١٠/ ٦) بسند صحيح عن الأعمش، قال: "رأيت أنس بن مالك وما منعني أَنْ أسمع منه إِلَّا استغنائي بأصحابي".