للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحديث هذه الترجمةِ التي ذكرها ابنُ أبي حاتم هو ما أخرجه الطبراني في (الدعاء ١٧٣٠) من طريق إسماعيل بن قَيْس الأنصاريِّ، عن أبي كعبٍ سالمٍ مولى عليِّ بن عبد الله بن عباس، عن عليِّ بن عبد الله بن عباس، عن أبيه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ إِلَّا خَرَقَتِ السَّمَوَاتِ ... الحديثَ)).

وقد سُمِّي فيه أبو كعبٍ سالمًا كما ترى، فالله أعلم بحقيقة الأمر، وعلى كلٍّ فهو مجهول.

العلة الثانيةُ: ثَعْلَبة بن مسلم الخَثْعَمي؛ ترجم له البخاريُّ في (الكبير ٢/ ١٧٥) وابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل ٢/ ٤٦٤)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حِبَّان في (الثقات (٨/ ١٥٧) على قاعدته، ولذا قال الذهبي: "وُثِّقَ" (الكاشف ٧١٢)، ولكنه استنكر حديثَه هذا، فقال: "ثَعْلبة بن مسلم الخَثْعَمي عن (أَبي كعب) (١)، وعنه إسماعيل بنُ عيَّاش، بخبر منكَرٍ" (الميزان ٢/ ٩٣).

وقال ابن عبد الهادي: "ثَعْلَبة ليس بذاك المشهور، وقد وثَّقه ابنُ حِبَّان" (المحرر ١/ ٦٧٦).

وقال عنه الحافظ: "مستور" (التقريب ٨٤٦).

وأما الشوكاني فقال: "هو شاميٌّ ثقة! " (السيل الجرار ٤/ ١١٢)، ولعله اعتمد توثيقَ ابنِ حِبَّان، على أنه لم يصرِّح بتوثيقه، وإنما ذكره في ثقاته


(١) في المطبوع: "أبي بن كعب"! وهكذا تحرَّف في أصول المسند كما بيَّنه محققو طبعة الرسالة.