للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لمائةٍ وعشرين بَقِيَت من عُمُره.

وتعقَّبه الكمال بن العَدِيم في جزء سمَّاه "المُلْحة في الرد على ابن طلحة"، بأنَّ في كلامه وهْمًا من أوجه؛ أحدها: تصحيحُه لرواية مائة وعشرين، وليست بصحيحة، ثم أوردها من رواية الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيِّب عن أبي هريرة مرفوعة، وتعقَّبه بتدليس الوليد، ثم أورده من فوائد ابن المُقْرئ من رواية جعفر بن عَوْن عن يحيى بن سعيد به موقوفًا، ومن رواية عليِّ بن مُسْهِر وعِكْرِمَةَ بن إبراهيمَ، كلاهما عن يحيى بن سعيد كذلك.

ثانيها: قوله في كلٍّ منهما: "لثمانين" "لمائة وعشرين"، ولم يَرِدْ في طريق من الطرق باللام، وإنما ورد بلفظ: ((اخْتَتَنَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ) وفي الأخرى: ((وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ) وورد الأول أيضًا بلفظ: ((عَلَى رَأْسِ ثَمَانِينَ))، ونحو ذلك.

ثالثها: أنه صُرِّح في أكثر الروايات أنه عاش بعد ذلك ثمانين سنةً؛ فلا يوافِقُ الجمْعَ المذكورَ أن المائة وعشرين هي التي بَقِيَت من عُمُره.

ورابعها: أن العرب لا تزال تقول: "خَلَوْنَ" إلى النصف، فإذا تجاوزَتِ النصفَ قالوا: "بَقِينَ". والذي جمَع به ابنُ طلحةَ يقع بالعكس، ويلزم أن يقول فيما إذا مضى من الشهر عشرة أيام: لعشرين بَقِين! وهذا لا يُعرَف في استعمالهم. ثم ذكر الاختلافَ في سنِّ إبراهيمَ، وجَزَمَ بأنه لا يثبُتُ منها شيءٌ، منها قول هشام بن الكَلْبي عن أبيه، قال: ((دعا إبراهيمُ الناسَ إلى الحج، ثم رجَع إلى الشام فمات به، وهو ابن مائتَيْ سنةٍ)). وذكر أبو حُذيفةَ البخاري أحدُ الضعفاء في المبتدأ بسند له ضعيفٍ أن إبراهيم عاش مائةً وخمسًا وسبعين سنةً. وأخرج ابن أبي الدنيا من مرسل عُبَيد بن عُمَير في