الحديث من طرق متعددة ومخارجَ متباينةٍ لا يبعد أن يُعطي ذلك للحديث قوةً يَرتقي بها إلى درجة الحسن" (الصحيحة ٧٢٢)! .
قلنا: جُلُّ طرق هذا الحديثِ مناكيرُ، بعضُها يعود إلى بعض، والأخرى شديدة الضعف- كما سيأتي بيانُه مفصلًا-، فمِثْلُها لا يُقوِّي بعضُها بعضًا، ولا ترتقي إلى الحسن، والله أعلم.
وذكر بعضَ هذه الشواهدِ ابنُ القَطَّان في (أحكام النظر ص ١٧٩) وضعَّفها كلَّها، ثم قال: "فلا يصحُّ في هذا شيءٌ".
وكذا فعل ابن المُلَقِّن، وقال: "فتلخَّص أن طرقه كلَّها ضعيفةٌ" (البدر المنير ٨/ ٧٤٩). وسيأتي بيانُ ذلك مفصلًا فيما يأتي.
[تنبيه]:
ذكر عبدُ الحق الإشْبيلي في (الأحكام الوسطى ٤/ ١٤٤) الحديثَ من سنن أبي داودَ هكذا: " عن محمد بن حسان، قال: حدثنا عبد الوهاب الكوفيُّ، عن عبد الملك بن عُمَير ... ".
وتبِعه ابن القطَّان على هذا الخطإ، فتعقَّبه بقوله: "وضعَّفه بأن محمد بن حسان مجهولٌ،
ولم يبيِّن حال عبد الوهاب هذا، وهي لا تُعرَف" (بيان الوهم والإيهام ٣/ ٢٦٥)!
وعبد الوهاب ليس شيخًا لمحمد بن حسان، بل هو الأَشْجعي شيخُ أبي داودَ، حيث رواه عنه مقرونًا بسُلَيمانَ بن عبد الرحمن الدمشقي، وإنما أراد أبو داودَ أن يبيِّنَ أن عبد الوهاب صرَّح بنسبة محمد بن حسان هذا، فقال: "الكوفي".