للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لأن يحيى بن مَعين ذمَّه، والقَواريري - وكان من نبلاء أهل العلم- مدحه، وأنكر أن يكون حدَّث بحديث ثابت عن أنس هذا الذي حدَّث به محمد بن سلَّام. والله أعلم" (المختلف فيهم ص ٣١).

قلنا: لم يذُمَّه ابنُ مَعين وحدَه، بل تابعه على ذلك جهابذةُ الحديث ونُقَّادُه، والقَواريريُّ- وإن كان من نبلاء أهل العلم- إلا أنه ليس من المعتنين بالجرح والتعديل ونقدِ الرجال، فلعله مدحه لدينه وصلاحه. والله أعلم.

والحديث ذكره ابن عَدِي في ترجمته، وقال: "وهذا يرويه عن ثابتٍ زائدةُ بن أبي الرُّقاد، ولا أعلم يرويه غيره، وزائدة بن أبي الرُّقاد له أحاديثُ حِسانٌ، يروي عنه المُقَدَّمي، والقَواريري، ومحمد بن سلَّام، وغيرُهم، وهي أحاديثُ إفراداتٌ، وفي بعض أحاديثه ما يُنكَر".

ولذا قال البَيْهَقي: "ورُوِّينا في رواية ضعيفة عن أنس، في هذا الحديث: ((إِذَا خَفَضْتِ فَأَشِمِّي، وَلَا تَنْهَكِي)) " (الصغرى ٣٤٧٠).

وأعلَّه بزائدةَ: ابنُ القَيْسَراني في (ذخيرة الحفاظ ١٤٨٨)، وابنُ القَطَّان في (أحكام النظر ص ١٧٩)، والذهبيُّ في (المهذب ٧/ ٣٤٧١).

ومحمد بن سلَّام الجُمَحي أيضًا، وإن كان من أئمة الأدب، وقال فيه الحافظ صالح جَزَرة: "صدوق فقد قال أبو خَيْثَمة زُهَير بن حرْب: "لا يُكتَب عن محمد بن سلَّام الحديثُ، رجلٌ يُرمَى بالقدَر، إنما يُكتَب عنه الشِّعرُ، وأما الحديثُ فلا". انظر (لسان الميزان ٦٨٤٩).

وقد استُنكر عليه هذا الحديثُ، كما تقدَّم عن القَواريري. وفي (تاريخ بغداد ٣/ ٢٧٦) حديثٌ آخر خطَّأه فيه الإمام أحمد. هذا مع أنه مقِلٌّ جدًّا من رواية الحديث، ولم يخرِّج له أصحابُ الكتب الستة ولا التسعة شيئًا،