"وذكر بعض الحُفَّاظ أن الطَّيَّان لا تجوز الروايةُ عنه"(الموضوعات ٢/ ٣٦٣)، وقال الذهبي:"حدَّث بهمَذانَ، فأَنكروا عليه واتَّهموه، وأُخرِج"(الميزان ١/ ٦٢).
الخامسة: الانقطاع؛ الضَّحَّاك لم يسمع من ابن عباس، كما قال أبو زُرْعةَ وغيرُه، (جامع التحصيل ١/ ١٩٩).
وقد بيَّن السُّيوطي وَهاءَ هذا الإسناد، فقال:"الطَيَّان والثلاثةُ فوقَه كذَّابون"(الجامع الكبير ٥/ ٦١٦/ ١٥٥٤٢).
وعلى هذا، ففي الإسناد أربعةُ كذابين في نسَق واحد، إبراهيم الطَّيَّان، والحسينُ الزاهد، وإسماعيل الشامي، وجُوَيْبِر، وورد نحو ذلك الجرح في هؤلاء الأربعة من ابن عِرَاق، حيث قال عن حديثٍ آخَر:"وفيه أربعةٌ كذابون: أبو إسحاقَ الطَّيَّان، عن الحسين بن القاسم الزاهد، عن إسماعيلَ بن أبي زياد الشامي، عن جُوَيْبِر"(تنزيه الشريعة ١/ ٣٠٠)، وانظر أيضًا:(٢/ ٢١٦).
قلنا: فأمَّا إطلاق الكذب على إسماعيلَ فمسَلَّم، وأمَّا إطلاقُه على الثلاثة الآخرين ففيه نظرٌ؛ فأما جُوَيْبرٌ والحسينُ الزاهدُ فأشدُّ ما ورد فيهما كما سبق أنهما متروكان، ولم نجد مَن كذَّبهما من الأئمة المتقدمين، وأما الطَّيَّانُ فمتَّهَم، والتهمةُ يحتمل أن تكون بالكذب أو بغيره، وانظر (الكشف الحثيث ص ٣٨).
والحديث حكم عليه الألباني بالوضع، وأعلَّه بإسماعيلَ وجُوَيْبر، فقال:"أخرجه الدَّيْلمي (٢/ ٣٠١) عن إسماعيلَ بن أبي زياد الشامي، عن جُوَيْبر ... وهذا موضوع؛ إسماعيلُ هذا كذاب، وجُوَيْبر متروك" (الضعيفة