هذا، وقد رُوي بعضُ هذا الحديث موقوفًا على أنس، أخرجه الدُّولابي في (الكنى ٣٧٦، ١٣٢١) قال: حَدثنا إبراهيم بن الجُنَيد الخُتَّلي، قال: ثنا هيثم بن خارجة قال: ثنا أبو عِمْرانَ سعيد بن مَيْسرة البَكْري المَوْصلي، عن أنس بن مالك: أنه دخل عليه شابٌّ قد سَكَنَ عليه شعَرُه، فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ وَالسَّكِينَةُ؟ افْرُقْهُ أَوْ جُزَّهُ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، فِيمَنْ كَانَتِ السَّكِينَةُ؟ قَالَ:((فِي قَوْمِ لُوطٍ، كَانُوا يُسَكِّنُونَ شُعُورَهُمْ، وَيَمْضُغُونَ الْعِلْكَ فِي الطُّرُقِ وَالْمَنَازِلَ، وَيَحْذِفُونَ، وَيُفَرِّجُونَ أَقْبِيَتَهُمْ إِلَى خَوَاصِرِهِمْ)).
وسنده واهٍ أيضًا، وعلتُه ابنُ مَيْسَرة، قال الألباني:"وهذا موضوع أيضًا، سعيد بن مَيْسرةَ كذَّبه يحيى القَطَّان، وقال ابن حِبَّان: "يروي الموضوعات"، وقال الحاكم: "روَى عن أنس موضوعاتٍ" (الضعيفة ١٢٣٣/ ٣/٣٧٩).
وروى ابن أبي الدنيا في (ذم الملاهي ١٤٦) من طريق سعد بن طَريفِ، عن الأَصْبَغ، عن عليٍّ، قال:((مِنْ أَخْلَاقِ قَوْمِ لُوطٍ: الْجَلَاهِقُ-يَعْنِي بِالْجَلَاهِقِ: قَوْسَ الْبُندُقِ، وَيُقَالُ: الْمِقْلَاعُ-، وَالصَّفِيرُ، وَالحَدَقُ، وَمَضْغُ الْعِلْكِ)).
وسعد بن طَرِيف "متروك، ورماه ابن حِبَّانَ بالوضع، وكان رافضيًّا" (التقريب ٢٢٤١)، وأَصْبَغ هو ابن نُبَاتةَ، قال ابن حَجَر: "متروك، رُمي بالرفض" (التقريب ٥٣٧).
تنبيه مهم:
علق ابن ناصر الدين الدمشقي على قول الذهبي في (المشتبه): "إبراهيم بن محمد، ابن مَتُّويَه الأصبهاني، شيخٌ لابن المقرئ"، فقال ابن ناصر: "إبراهيم هذا هو ابن فِيرهْ الطَّيَّان، يُعرَف بأَبَّهْ، تقدم ذِكرُه في