للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسلمِ بنِ حاتمٍ البصريِّ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أنس به، اختصره الترمذيُّ، وطَوَّله الطبرانيُّ، ثم قال: "لم يَرْوِ هذا الحديث بهذا التمام عن سعيد بن المسيب إلا علي بن زيد، ولا عن علي بن زيد إلا عبد الله بن المثنى، تفرَّدَ به مسلمُ بنُ حَاتمٍ، عن الأنصاري، عن أبيه، وتفرَّدَ به محمد بن الحسن بن أبي يزيد، عن عباد المنقري".

وفي الصغير: "لا يُروى عن أنسٍ بهذا التمام إلا بهذا الإسناد، تفرَّدَ به مسلمٌ الأنصاريُّ، وكان ثقةً".

قلنا: ولكن عبد الله بن المثنى الأنصاري -والد محمد- قال فيه الحافظُ: "صدوقٌ كثيرُ الغلطِ" (التقريب ٣٥٧١). فلا يُؤمَن غلطه فيه.

فهاتان علتان، وفيه علتان أخريان، وهما بقية علل طريق المنقري، وها هما:

الثالثة: علي بن زيد بن جُدْعان، ضعيفٌ كما في (التقريب ٤٧٣٤).

الرابعة: أنه لا يُعلم لسعيد رواية عن أنس إلا في هذا الحديث. كذا قال الترمذيُّ في (السنن ٢٨٧٠)، ولِذا لما ذَكرَ المزيُّ أنسًا ضمن شيوخ سعيد قال: "من وجهٍ ضعيفٍ" (تهذيب الكمال ١١/ ٦٦).

ورغم ذلك قال الترمذيُّ بعد أن رَواه من طريقِ الأنصاريِّ: "هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ثقةٌ، وأبوه ثقةٌ، وعلي بن زيد صدوقٌ إلا أنه ربما يرفعُ الشيءَ الذي يوقفه غيره".

وقد سبقَ أن عبد الله الأنصاري وابن جدعان ضعيفان، وهذا هو المعتمدُ.

ثم قال الترمذيُّ: ((وذاكرتُ به محمد بن إسماعيل -أي: البخاري- فلم