للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أُحَدِّثْكُمُوهُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ ... » الحديث بلفظ السياقة الأُولى دون الزيادات، وفي آخره: قَالَ: هِيْ، لِلَّهِ أَبُوكَ وَاحْذَرْ، حَدِّثْ وَلَا تُخْطِئْ.

ورواه أبو عبيد في (الطهور) قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في فضل الوضوء وصلاة الركعتين نحو ذلك. قال: قال أيوبُ: فقلتُ لأبي قلابةَ: ركعتين؟ قال: ومن يطيق ركعتين؟ !

وهذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ رجالُ الصحيحِ، غير أنه منقطعٌ بين أبي قلابةَ وعمرِو بنِ عبسةَ؛ فأبو قلابة -عبد الله بن زيد الجرمي- لم يدرك عمرَو بنَ عبسةَ؛ ولذا قال ابن عساكر والمزيُّ في ترجمة عمرو بن عبسة: "روى عنه أبو قلابة الجرميُّ مرسلًا" (تاريخ دمشق ٤٦/ ٢٤٩)، و (التهذيب ٢٢/ ١٢٠).

ويؤيدُ ذلك الوجه التالي:

الوجه الثاني:

رواه الطحاويُّ في (معاني الآثار ١/ ٣٧)، و (أحكام القرآن ٤٧) من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقي عن أيوب، عن أبي قلابة، عن شرحبيل بن السِّمط، أنه قال: مَنْ يُحَدِّثُنَا عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمرُو بنُ عبسةَ: سَمعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ... الحديث بلفظ السياقة الثانية.

فأَدخلَ بينَ أبي قلابةَ وعمرِو بنِ عبسةَ شرحبيلَ بنَ السمط. ورجال إسناده ثقات، غير أنه منقطعٌ أيضًا، فأبو قلابةَ لم يسمعْ من شرحبيل، فقد ذكروا أنه لم يسمعْ من عليٍّ ومعاويةَ وابنِ عمرَ وغيرِهِم رضي الله عنهم، بل قال أبو حاتم: "لم يدركْ زيد بن ثابت" (المراسيل ١٧٣).

وزيد بن ثابت أقل ما قيل في سنة وفاته أنها كانت سنة (٤٥ هـ) (تهذيب