وأما أبو عبد الله ابن منده فقال:((هذا حديث لا يثبت من جهة السند)) (إكمال تهذيب الكمال ٦/ ١٥٦).
قلنا: وفيه نظر ظاهر، فإن سنده جيد، لا مطعن فيه سوى المخالفة، وقد سبق الجواب عنها.
وقال مغلطاي:((ويشبه أن يكون قول من صحَّح أرجح من قول من ضعَّف؛ وذلك أن الإسناد ظاهره السلامة من مضعف وانقطاع، وذلك يردُّ قول ابن منده)) (شرح ابن ماجه ١/ ٢٨٩).
وقال النووي:((ضعيف ضعَّفه أئمة الحديث منهم البخاري وغيره)) (شرح النووي على مسلم ٤/ ٣). وبنحوه في (المجموع ٢/ ١٩١).
وذكره النووي في فصل الضعيف من (خلاصته) وقال: ((قال الترمذي إنه حسن، وخالفه الجمهور)) (خلاصة الأحكام ١/ ٢٠٠).
وأغرب ابن حجر؛ فقال:((وأغرب النووي فقال اتفق الحفاظ على تضعيفه)) (فتح الباري ١/ ٣٠٠).
وتوقف فيه البيهقي فقال:((وحديث أبي حاجب، عن الحكم، إِنْ كان صحيحًا، فمنسوخ بإجماع الحجة على خلافه)) (معرفة السنن والآثار ١/ ٤٩٧). وأشار إلى إعلاله بالوقف في (السنن ٢/ ٩٠).
فتعقبه ابن التركماني فقال:((والحكم للرافع؛ لأنَّه زاد، والراوي يفتي بالشئ ثم يرويه مرة أخرى ولهذا أخرج أبو حاتم ابن حبان هذا الحديث في صحيحه مرفوعًا)) (الجوهر النقي ١/ ١٩٢).
وقال الألباني:((وهذا ليس بعلة فقد رفعه عنه ثقتان وهي زيادة يجب قبولها ولا يجوز هدرها)) (صحيح سنن أبي داود ١/ ١٤٣/ رقم ٧٥).