للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عندي حسان، وقال ابن العربي: حديثُ جابرٍ أصح شيء في هذا الباب. كذا قال. وقد عكسَ ذلك العقيليُّ، وهو أقعد منه بهذا الفن" (التلخيص الحبير ١/ ٣٩٠).

قلنا: كلام ابن العربي كما جاء في (العارضة) ليس صريحًا فيما نقلوه عنه، وذلك أنه ذكر حديث علي المتقدم عند الترمذي ثم قال: "أصح شيء في هذا الباب وأحسن: مجاهد عن جابر: مفتاح الجنة ... الحديث" (العارضة ١/ ١٥).

فالأقربُ أن هذه العبارة من فقرتين، تمت الأولى عند قوله: "وأحسن"، وهي تابعة لما قبلها، فكما هو واضحٌ من طريقة عمل ابن العربي في شرحه للترمذي أنه يذكر الراوي الأعلى ثم المتن ثم يذكر كلام الترمذي اختصارًا، والترمذي قال -عقب حديث علي-: "هذا الحديثُ أصحُّ شيءٍ في هذا الباب وأحسن"، ثم قال: وفي الباب عن جابر وأبي سعيد. فاختصر ابن العربي ذلك على عادته، فحَدَثَ تداخلٌ بين الفقرتين لدى الناقل، ولذا فتعقبهم على ابن العربي غير متجه، وهل يُظَنُّ بابنِ العربيِّ الذي صَحَّحَ حديثَ ابن عقيل ورَدَّ ما طعن عليه به- أن يجعل حديث جابر الذي فيه اثنان ضعاف أصح وأحسن من حديث علي؟ ! فحاشاه أن يقول ذلك، وقد اتضح مرادُ ابن العربي حيثُ ذكر الحديث في (المسالك شرح موطأ مالك ٢/ ٣٤٢) فذكر ما قاله في العارضة بتمامه، فذكر الحديث معقبًا إيَّاه بكلام الترمذي ثم قال: ورُوي مجاهد عن جابر ... الحديث، وهذا يدلُّ على ما قلناه، والله أعلم.

قلنا: وكذا يتعقب على السيوطيِّ إذ رمز له بالحسن من (جامعه ٨١٩٢)، وكذا المُناوي في (التيسير ٢/ ٢٧٧)، وأقرَّ السيوطيَّ عليه في (فيض القدير