للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الثانية: سلمة بن الفضل؛ قال عنه الحافظ: "صدوقٌ، كثيرُ الخطأ" (التقريب ٢٥٠٥).

وقد أخطأَ في سندِهِ ومتنِهِ:

أما السند: فقد خالفه إبراهيم بن سعد، فرواه عن ابن إسحاق قال: حدثني شعبة عن عمرو بن عامر عن أنس به.

رواه أبو الشيخ في (ذكر الأقران ٣٠٦)، وأبو موسى المديني في (اللطائف ٣٥٩) من طرق عن عبيد الله بن سعد عن عمه عن أبيه إبراهيم بن سعد به.

وأما المتن: فقد زاد فيه زيادة: «طَاهِرًا أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ»، لم يأتِ بها غيرُهُ، فهذه الزيادةُ من مناكيره.

ولذا قال الترمذيُّ عقبه في (السنن): "حديثُ حُميدٍ عن أنسٍ حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجهِ، والمشهورُ عند أهلِ الحديثِ حديث عمرو بن عامر الأنصاري عن أنسٍ".

وقال في (العلل): سألتُ محمدًا عن هذا الحديث، فقال: "لا أدري ما سلمة هذا، كان إسحاق يتكلَّم فيه، ما أروي عنه. ولم يَعرفْ محمدٌ هذا من حديثِ حُميدٍ" (العلل الكبير للترمذي ٢٩).

قال ابن الملقن: "ولم يعرفه البخاريُّ من هذا الوجه وجَهَّل راويه! " (التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٤/ ٣٨٧).

قلنا: كذا قال، والبخاريُّ لم يرد تجهيل سلمة فهو مشهورٌ معروفٌ، ولكن البخاري يتعجبُ من نكارةِ حديثِهِ، كيف وقد نقلَ عن إسحاقَ أنه يتكلَّم فيه، وترجمَ له في (التاريخ الكبير ٤/ ٨٤) وقال: "عنده مناكير. وهنه عليٌّ".