رواه أبو نعيم في (الحلية ٧/ ٣٢٦) فقال: حدثنا أبو بكر بن خَلَّاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، حدثنا الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّ عمرَ سَأَلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ:«يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ».
قال أبو نعيم:"مشهورٌ ثابتٌ من حديثِ الليثِ".
قلنا: أما أنه ثابت من حديث الليث فنعم، ولكن بغير هذه الزيادة، فقد أخرج رواية الليث هذه البخاري في (صحيحه ٢٨٧)، وغيره عن قتيبة بن سعيد عن الليثِ بسندِهِ بدونها.
وتابعَ قتيبةَ القعنبيُّ كما عند ابنِ حِبَّانَ في (صحيحه ١٢١٥)، وكذا تابعهما العلاء بن موسى أبو الجهم كما في (جزئه ٤٣).
فرووه ثلاثتُهُم (قتيبة، والقعنبي، وأبو الجهم) عن الليثِ بسنده فلم يذكروها، وروايتهم أرجحُ، ولعلَّ الوهم فيها من الحارث أو ابن خلاد، والله أعلم.
الرابع: محمد بن إسحاق، كما رواه الطحاويُّ في (شرح معاني الآثار ١/ ١٢٧) فقال: حدثنا علي بن شيبة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله، وزاد:«وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ».
وهذا إسنادٌ حسنٌ، من أجل محمد بن إسحاق؛ ولذا قال العينيُّ:"إسنادُهُ حسنٌ جيدٌ"(نخب الأفكار ٢/ ٥٥٥).
غير أن ابنَ إسحاقَ قد تُكلِّم في بعضِ زياداته على المتونِ، فقال الذهبيُّ: