وقال أحمدُ بنُ حفصٍ السَّعديُّ: "سُئِل أحمدُ بنُ حَنبَلٍ -يعني وهو حاضرٌ- عن التسميةِ في الوُضُوءِ، فقال: لا أعلمُ حديثًا يَثبُتُ، أقوى شيءٍ فيه حديثُ كَثيرِ بنِ زيدٍ، عن رُبَيحٍ، ورُبَيْحٌ رجلٌ ليسَ بمعروفٍ" (الكامل لابن عَدِيٍّ ٥/ ٣١ - ٨/ ٦٦٨).
وبهذا أَعَلَّه ابنُ الجَوزيّ في (العلل المتناهية ١/ ٣٣٨).
وعليه، فقولُ أحمدَ فيه أنه: "أحسنُ شيءٍ" أو "أقوى شيءٍ" في المسألةِ، لا يعني ثبوتَه عنده، وإنما قصدَ أن إسنادَهُ أفضلُ أسانيدِ البابِ، فهو أخفُّ أحاديثِ البابِ ضعفًا.
ومِثْلُه قولُ ابنِ سيِّدِ الناسِ: "هو أجودُ من حديثِ أبي هريرةَ وأبي ثِفَالٍ" (البدر المنير ٢/ ٧٥). فقد قال في موضعٍ آخَرَ: "أحاديثُ البابِ إما صريحٌ غيرُ صحيحٍ، وإما صحيحٌ غيرُ صريحٍ" (نتائج الأفكار ١/ ٢٣٥).
ولعلَّ منه أيضًا ما نقله ابنُ المُلَقِّنِ عنِ ابنِ راهُويَهْ، أنه سُئِل: أي حديث أصحُّ في التسميةِ؟ فذكرَ هذا الحديثَ. (البدر المنير ٢/ ٧٧).
نعم، قد صَحَّحَ هذا الحديثَ ابنُ السَّكَنِ كما في (البدر المنير ٢/ ٧٧).
وذكر الزَّيْلَعيُّ في (نَصْب الراية ١/ ٤) وابنُ حَجَرٍ في (النتائج ١/ ٢٣٠)، وغيرُهُما أن الحاكمَ صَحَّحَهُ أيضًا.
والحديثُ مخرَّجٌ في (المستدرَك) كشاهدٍ لحديثِ أبي هريرةَ، وليسَ فيه تصريحُ الحاكمِ بتصحيحه، وإنما أعْقَبَه بما رواه عن أحمدَ أنه قال: "أحسنُ ما يُروى في هذا حديثُ كثيرِ بنِ زيدٍ".
نعم، تصحيحه هو مقتَضى صنيعِ الحاكمِ؛ فإنه أخرجَ في (المستدرك ٤/ ٣٢٩) حديثَ كثير بن زيد، عن رُبيحٍ، عن أبيه، عن جده مرفوعًا: «الشِّرْكُ