ولكن الدَّارَقُطنيّ لما سُئِل عن "موسى بن ثروان" قال: "موسى بن ثَرْوان -ويقال: ابن سَرْوان-، عن طلحةَ بنِ عُبيدِ اللهِ بنِ كَرِيزٍ، عن عائشةَ رضي الله عنها. إسنادٌ مجهولٌ، حمَلَه الناس"(سؤالات البَرْقانيِّ ٥٠٤).
قلنا: موسى بنُ ثَرْوانَ من رجالِ مسلمٍ متابعةً، وَوَثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ (الجرح والتعديل ٨/ ١٣٩)، وأقَرَّه أبو داودَ (سؤالات الآجُرِّيِّ ١٢٢)، ولذا جَزَمَ الذَّهَبيُّ بأن أبا داودَ وَثَّقَهُ (التاريخ ٤/ ٢٣٧)، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات ٧/ ٤٥١)، وقال الحافظُ:"ثقةٌ"(التقريب ٦٩٥٢).
وطلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ من رجالِ مسلمٍ أيضًا، وَوَثَّقَهُ أحمدُ، والنَّسائيُّ (تهذيب التهذيب ٥/ ٢٢)، وقال الحافظُ:"ثقةٌ"(التقريب ٣٠٢٨).
ولذا صحَّحَ الحديثَ الحاكمُ في (المستدرك عَقِبَ ٥٣٩)، وحسَّن إسنادَهُ الحافظُ في (التلخيص الحبير ١/ ١٥٠).
وقال الهيثميُّ:"رواه أحمدُ ورجاله موثَّقون"(مجمع الزوائد ١٢٠١).
وأقَرَّه الألبانيُّ وَصَحَّحَهُ في (صحيح أبي داودَ ١/ ٢٤٩/ مع الحاشية).
وتناقضَ العَيْنيُّ في الحُكمِ عليه؛ فقال في موضعٍ:"إسنادُهُ ضعيفٌ"(البناية ١/ ٢٢٤)، وفي موضعٍ آخَرَ:"إسنادُهُ حسنٌ"(البناية ١/ ٢٢٥).
قلنا: وفاتهم جميعًا أن إسنادَهُ منقطعٌ، فقد قال الذَّهَبيُّ في ترجمةِ طلحةَ:"وأرسلَ عن عائشةَ"(تاريخ الإسلام ٣/ ٤٣٥)، ومثله عند السَّخاويِّ في (التحفة اللطيفة ١٨٧٦).