ووهِمَ أبو جابر في ذلك، لأن محمد بن سيرين لم يَروِ هذا الحديثَ عن عُرْوةَ بن المغيرة، ولا سمِعه منه، وإنما الشَّعبي رواه عن عُرْوةَ بن المغيرة ... وأما محمد بن سيرين فرواه عن المغيرة بن شُعبة نفْسِه ولم يسمعه منه، فحمل أبو جابر روايةَ ابن سيرين على رواية الشعبي". واستدل برواية يَزيد بن هارونَ السابقة.
الرابع:
رواه الخطيب في (المدرج ٢/ ٨٧٥ - ٨٧٦)، قال: أخبرناه الحسن بن أبي بكر، أنا أبو بكر الشافعي، نا إبراهيم الحربي، نا (عُبيد الله بن عمر)(١) بن ميسرة، نا سُلَيم بن أخضرَ، عنِ ابنِ عَون، قال: نا به محمد بن سيرين، عن عَمرو بن وَهْب، عن رجل، عن المغيرة بن شُعبة: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خرج ... فذكر الحديث بطوله.
الخامس:
ذكره أبو زُرْعةَ الرَّازيّ فقال: "رواه بعض أصحاب ابن عَوْن، عنِ ابنِ عَون، عن محمد، عن عَمرو بن وَهْب، عن رجل، عن آخَرَ، عن المغيرة، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم" (علل الحديث ١/ ٤٠٩).
قلنا: هذه خمسة أوجه عنِ ابنِ عَون، وأسانيدها كلها صحيحة، عدا الوجه الذي ذكره أبو زُرْعةَ، فلم نقف على من رواه عنِ ابنِ عون كذلك.
(١) في المطبوع: "عبد الله بن عمرو"، والصواب المثبت، فهو عُبيد الله بن عُمر بن ميسرة القَوارِيريُّ الثقة المشهور، معروف بالرواية عن سُلَيم بن أخضر، وبرواية الحَرْبيِّ عنه.