وهذا اضطراب شديد من ابن عون، يدل على أنه لم يضبط سنده، كما نص هو - في بعض الطرق - على أنه لم يحفظه كما ينبغي.
ومع هذا قال ابنُ أبي حاتم: قلت لأبي زُرْعةَ: أيهما الصحيح؟
قال:"عمرو، عن رجل، عن آخر، عن المغيرة"! ! (علل الحديث ١/ ٤٠٩).
وأما ابن مَعِينٍ؛ فسُئِل عن حديث محمد بن سيرين عن عَمرو بن وَهْب:(كنا عند المغيرة في ذكر المسح على الخفين)؟ فقال:"بينهما رجل"(جامع التحصيل ص ٢٦٤)، ونحوه في (تهذيب التهذيب ٩/ ٢١٦) ولكن لم يعين الحديث.
وخالفهما الدَّارَقُطنيُّ؛ فرجح رواية الجماعة عنِ ابنِ سيرين بدون ذكر الواسطة؛ فقال - وقد سُئل عنه -: "يرويه محمد بن سيرين، واختُلف عنه؛
فرواه أيوب السَّخْتِيانيُّ، وقتادة، وحبيب بن الشهيد، وهشام بن حسان، وعَوْفٌ الأعرابي، وأَشْعَث بن عبد الملك، وأبو حُرَّة، عن محمدِ بنِ سيرين، عن عَمرو بن وَهْب، عن المغيرة.
واختُلِف عن يونس بن عبيد، فرواه هُشَيم، عن يونس، عنِ ابنِ سيرين، عن عَمرو بن وَهْب، عن المغيرة. وتابعه الفِريابي، عن الثَّوْريِّ، عن يونس.
وخالفهما قَبِيصة، عن الثَّوْريِّ، فقال: عن يونس، عنِ ابنِ سيرين، عن المغيرة، وأسقط عَمرو بن وَهْب.
ورواه حماد بن زيد، عن أيُّوبَ، عنِ ابنِ سيرين، عن رجل كناه أبا عبد الله عن عَمرو بن وَهْب، عن المغيرة. وتابعه جَرير بن حازم في ذكره رجلًا بين ابن سيرين، وبين عَمرو بن وَهْب إلا أنه لم يكنه.