للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحديث ابن لهيعة ذكره الألباني في (الصحيحة ٨٤١)، وضَعَّف إسناده بابن لهيعة، غير أنه قواه بما ذكره من متابعة رشدين بن سعد له عند أحمد وغيره، ثم قال في رشدين: "وهو في الضعف مثل ابن لهيعة، فأحدهما يقوي الآخر، لاسيما وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "جاءني جبريل، فقال: يا محمد إذا توضأت فانتضح"، أخرجه ابن ماجه" (الصحيحة ٨٤١).

هكذا صنع الشيخ ولم يفرق بين رواية ابن ماجه من رواية غيره، وهكذا صنع في (صحيح أبي داود ١/ ٢٩٧)، حيث قال - بعد أن ذكره بلفظ رواية ابن ماجه -: "وهو حديث حسن؛ فقد تابع ابن لهيعة على متنه: رشدين بن سعد؛ دون الأمر".

ثم أحال توضيح الأمر على عمله في (الضعيفة)، وهو أفضل مما سبق نقله عنه في الموضعين المذكورين، حيث بَيَّن ما ذكرناه آنفًا من الاختلاف على ابن لهيعة في متن حديثه، ثم قال: "وقد تابعه على رواية الفعل رشدين بن سعد إلا أنه خالفه في السند ... " فذكر حديث أسامة بن زيد الآتي، ثم قال: "فالحديث الفعلي حسن بمجموع الطريقين عن عقيل، واختلاف ابن لهيعة وابن سعد في إسناده لا يضر لأنه على كل حال مسند، فإن أسامة بن زيد صحابي كأبيه، وأما الحديث القولي فمنكر، والله أعلم" (الضعيفة ١٣١٢).

ولذا قال في (تعليقه على سنن ابن ماجه): "حسن دون الأمر".

قلنا: هذا تحرير جيد لولا ما ذكرناه من احتمال مَرَدّ الحديث إلى أحدهما، ويقويه عدم مجيء الحديث عن أحد من أصحاب عقيل الثقات، بالإضافة إلى نص أبي حاتم على أن الحديث "باطل كذب"، والله أعلم.