للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا إسناد رجاله ثقات، عدا محمد بن دينار الطَّاحي، فمختلف فيه، لخصه الحافظ بقوله: "صدوق سيئ الحفظ، ورُمي بالقدر، وتغير قبل موته" (التقريب ٥٨٧٠).

فهذه متابعة واهية، ولعله أخذه من خارجة، فأسقطه على سبيل الوهم والغفلة؛ لما سبق عن غير واحد من الأئمة الحفاظ أن هذا الحديث لم يسنده غير خارجة، والله أعلم.

وعليه: فلم يصب مغلطاي في (شرح ابن ماجه ١/ ٣٩٢) حينما صحح الحديث من هذا الوجه؛ عملًا بتوثيق مَن وَثَّق محمد بن دينار، وإهمال قول مَن ضَعَّفه، وكان الأَوْلى إعمال أقوال المضعفين هنا؛ لأن هذا الطريق غريب جدًّا، لا يُعرف عند أئمة الحديث ونقاده.

وأما متابعة سفيان بن حسين: فقد أخرجها الخطيب في (موضح أوهام الجمع والتفريق ٢/ ٣٨٣) من طريق محمد بن صالح الأشج الهمذاني، حدثنا داود بن إبراهيم، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا سفيان بن حسين، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عتي، عن أُبي بن كعب، به.

وهذه متابعة ساقطة لا تساوي فلسًا؛ فإن داود بن إبراهيم هو العقيلي قاضي قزوين (١)، قال فيه أبو حاتم: "متروك الحديث، كان يكذب" (الجرح والتعديل ٣/ ٤٠٧).

فلعل هذا الطريق من وضعه.


(١) كما نص عليه الخليلي في ترجمة محمد بن صالح الأشج من (الإرشاد ٢/ ٦٥٢).