فلم نقف عليها مسندة؛ وإنما علقها الدارقطني في (المؤتلف والمختلف ١/ ٣٠٣).
وعلى كلٍ، هي متابعة ساقطة أيضًا؛ فإن مهدي بن هلال هذا كذاب يضع الحديث، كَذَّبه يحيى بن سعيد، وابن معين، وأحمد، وأبو داود، والنسائي وغيرهم، وقال ابن معين أيضًا:"ومن المعروفين بالكذب ووضع الحديث: مهدي بن هلال". انظر (لسان الميزان ٧٩٦٥).
قلنا: ومع ما تقدم بيانه من أن هذا الحديث ضعيف جدًّا؛ لاسيما من طريق خارجة بن مصعب، فقد أخرجه ابن خزيمة في (صحيحه) من طريقه!
ولذا تعقبه ابن سيد الناس؛ فقال:"ولا أدري كيف دخل هذا في الصحيح! "(النفح الشذي ٢/ ٢٢).
وقال ابن الملقن - بعد نقله تضعيفه عن عدد من الأئمة -: "وخالف ابن خزيمة فأورده في «صحيحه» من جهة خارجة، وهو عجيب منه، فكلهم ضَعَّف خارجة. ونسبه إلى الكذب يحيى، وهذا الحديث من أفراده، ولا أعلم فيه أحسن من قول ابن عدي: إنه يُكتب حديثه"(البدر المنير ٢/ ٦٠٠).
وذكر مغلطاي في (شرح ابن ماجه ١/ ٣٩٠)، وابن عبد الهادي في (تعليقه على علل ابن أبي حاتم ص ١٤٧): أن ممن صححه أيضًا الحاكم في (المستدرك)، وفي ذلك نظر؛ فقد أشار الحاكم إلى تضعيف الحديث؛ حيث قال عقب حديث لابن عمر:"ولهذا الحديث شاهد ينفرد به خارجة بن مصعب، وأنا أذكره محتسبًا لما أشاهده من كثرة وسواس الناس في صب الماء"(المستدرك).