كذا سماه:"هارون"، واستدرك به على ابن ماكولا وغيره، وهو وهم منه، فإنما يرويه خلف عن سهل كما وقع عند الخطيب وابن طاهر من طريقين عن النسوي نفسه، وتابعه الحاكم عند البيهقي، وهارون إنما يكنى به سهل كما عند الخطيب وابن طاهر وغيرهما.
فمدار الحديث عندهم على خلف الخيام، به.
[التحقيق]:
هذا إسناد ساقط؛ فيه علل:
الأولى: خلف بن محمد الخيام، قال أبو يعلى الخليلي:"كان له حفظ، ومعرفة، وهو ضعيف جدًّا، روى في الأبواب تراجم لا يتابَع عليها، وكذلك متونًا لا تُعرف، سمعت ابن أبي زرعة والحاكم أبا عبد الله الحافظين يقولان: "كتبنا عنه الكثير ونبرأ من عهدته، وإنما كتبنا عنه للاعتبار" (الإرشاد ص ٩٧٢، ٩٧٣).
وقال الحاكم أيضًا: "سقط حديثه برواية حديث: نهى عن الوقاع قبل الملاعبة"، وضَعَّفه أبو سعد الإدريسي، (اللسان ٢٩٦٨).
الثانية: عصام أبو مقاتل، ترجم له ابن ماكولا في (الإكمال ٧/ ٢٧٠)، ولم يذكر فيه سوى روايته عن غنجار، ورواية جلوان عنه، فهو في عداد المجهولين.
الثالثة: عنعنة عيسى بن موسى، الملقب بغنجار، فقد ذكره الحافظ في المرتبة الرابعة (١) من (طبقات المدلسين ص ٥١)، وقال: "صدوق، لكنه
(١) قال الحافظ في (مقدمة طبقات المدلسين) المسمى بـ (تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ص ١٤)، في بيان حكم هذه المراتب: "الرابعة: من اتفق على أنه لا يُحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع؛ لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل، كبقية بن الوليد".