للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعمرو بن سواد ... وغيرهم. ومن طريق حرملة أخرجه مسلم في صحيحه.

وإنما حملنا الوهم فيه على ابن حبان، وذلك أنه قال عقبه: ((((أخبرنا ابن قتيبة بهذا الخبر، وقال فيه: خيبر)) فانتفى بذلك الوهم عن ابن قتيبة.

وأما الحسن بن سفيان، فقد رواه عنه غير ابن حبان على الصواب، كما عند البيهقي في (السنن الكبير ١٩١٤).

قلنا: وسبب هذا الوهم ما ذكره عقب الحديث، حيث قال: ((أبو هريرة لم يشهد خيبر، إنما أسلم وقَدِم المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، وعلى المدينة سِبَاع بن عُرْفُطة، فإن صح ذكر خيبر في الخبر فقد سمعه أبو هريرة من صحابي غيره، فأرسله كما يفعل ذلك الصحابة كثيرًا، وإن كان ذلك حنينًا لا خيبر، وأبو هريرة شهدها، وشهوده القصة التي حكاها شهود صحيح، والنفس إلى أنه حنين أميل)) (الصحيح).

وجزم بهذا القول أبو محمد الأصيلي، فقال: ((قول الزهري في هذا الحديث: «حِينَ قَفَلَ مِنْ خَيْبَرَ» غلط، وإنما هو «حِينَ قَفَلَ مِنْ حُنَيْنٍ» ولم يَعْرِض ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة، حين رجع من حنين إلى مكة)) (المنتقى شرح الموطأ ١/ ٢٧).

فتعقبه أبو الوليد الباجي فقال: ((والصحيح ما قاله ابن شهاب، وفي حديث عبد الله بن مسعود أن نومه ذلك كان عام الحديبية، وذلك في زمن خيبر، وعلى ذلك يدل حديث أبي قتادة)) (المنتقى شرح الموطأ ١/ ٢٧).

وقال ابن عبد البر: "قول ابن شهاب في هذا الحديث عن سعيد بن المسيب: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من خيبر» أصح من قول من قال: «إن ذلك كان مرجعه من حنين» لأن ابن شهاب أعلم الناس بالسير