قلنا: وإسماعيل ثقة حجة، ولكن تعيين المزي له كواسطة بين عبد العزيز وحميد إنما هو في حديث معين، وليس مطلقًا؛ بدليل أن في حديث أم سلمة قد زاد بعضهم بينهما رجلًا لا يُعْرَف، وهو "عثمان بن عبد العزيز".
هذا، وقد استشهد ابن عبد البر لمذهب ابن شهاب بحديث عائشة، فقال: "وجاء عن عائشة رضي الله عنها مثل مذهب ابن شهاب، في أن الناسخ أمره بالوضوء مما مست النار ... فهذا كله يُعضِّد مذهب ابن شهاب في هذا الباب" (التمهيد ٣/ ٣٣٦).
قلنا: ولكن لم يَثبت هذا الحديث عن عائشة كما رأيت. والمحفوظ عن عائشة ما خرجه مسلم عنها في الأمر بالوضوء مما مست النار. وقد سبق في بابه.