للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعائشة، وغيرهم- معروف محفوظ في المصنفات، وكذلك أبو طلحة معروف عنه ذلك أيضًا. وقد ذكرنا في (التمهيد) حديث همام، عنْ مَطَرٍ الوَرَّاقِ، عنِ الحسنِ، عن أنسِ بنِ مالِكٍ، عن أبي طلحةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَوَضَّئُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ».

وذكرنا قول همام: قيل لمطرف وأنا عنده: عمن أَخَذ الحسن الوضوء مما مسَّتِ النَّارُ؟ فقال: أَخَذه الحسن عن أنس، وأَخَذه أنس عن أبي طلحة، وأَخَذه أبو طلحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا الحديثُ يعارضُ حديثَ عبد الرحمن بن زيد هذا، وليس في هذا الباب شيء يُعتمدُ عليه أصح مما قدَّمنا ذِكره مِن عمل الخلفاء الراشدين وجمهور علماء المسلمين بترك الوضوء مما مسَّت النار، وأن ذلك عندهم على العمل بالناسخ وترك المنسوخ. وبالله التوفيق)) (الاستذكار ٢/ ١٥٤).

قلنا: وقد رَوَى عبدُ الرزاقِ في (مصنفه ٢٢٠٤) -ومن طريقه ابنُ المنذرِ في (الأوسط ١٨٩٩) - عن معمرٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: ((كُنْتُ مَعَ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ وَابنِ طَلْحَةَ وَرِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، وَنَحْنُ عَلَى طَعَامٍ لَنَا، قَالَ أَنَسٌ: فَوَلَّيْتُ لِنَخْرُجَ فَحَبَسُونِي، وَقَالُوا: أَفُتْيَا عِرَاقِيَّةٌ؟ فَعَابُوا ذَلِكَ عَلَيَّ حَتَّى جَلَسْتُ)).

فليس في السياق ذكر للوضوء من الطعام، وإنما بوّبَ عليه الإمامُ عبدُ الرزاقِ (باب إذا قرب العشاء ونودي بالصلاة) إلا أن معمرًا في ثابتٍ ضعيف.

[تنبيه]:

أولًا- جاء في رواية عند الطحاويُّ (٤٢٣)، من طريق يحيى بن أيوب،