وقد تعقبه في ذلك ابنُ دَقيقٍ في (الإمام ٢/ ٤٠٢)، فهو واهٍ جدًّا، بل تركه ابنُ المباركِ وغيرُهُ -خِلافًا لما ادَّعَاه البزارُ- لأنه كان يسبُّ السلفَ ويشتمُ عثمانَ رضي الله عنه؛ ولذا قال أبو داودَ:"رافضيٌّ خبيثٌ، وكان رجل سوء"، وضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ، وأبو زُرعةَ، وأبو حَاتمٍ.
وقال النسائيُّ:"متروكُ الحديثِ"، وقال مرةً:"ليس بثقةٍ ولا مأمون"، وقال ابنُ حِبَّانَ:"يَروي الموضوعات عن الأثبات"، وقال ابنُ عَدِيٍّ:"الضعفُ على رواياته بَيِّنٌ"، وقَصَّرَ الحافظُ فقال:"ضعيفٌ، رُمِيَ بالرفضِ"(التقريب ٤٩٩٥)، وانظر (الميزان ٦٣٤٠).
على أن عمرو بن ثابت أبا المقدام ليس بصاحب هذا الحديثِ، أخطأَ البزارُ أو شيخه هارون المستملي في ذكره؛ وإنما يرويه أسيد عن عمرو بن شمر كما تراه في الوجه التالي.
ويحتمل أن يكون ذلك اضطرابًا من أسيد، فتَبْرأ ساحة البزار وشيخه.
الوجه الثاني: أخرجه ابنُ الأعرابي عن إبراهيم بن الوليد الجشاش (ثقة).
ورواه ابنُ عَدِيٍّ، والخطيبُ في (الموضح) و (المتفق ١١٥٤) من طريق عبد الله بن عمر (١) بن أبان المعروف بمُشْكُدانة (ثقة).
ورواه الخطيبُ في (الموضح) من طريق أحمد بن علي الخزاز (ثقة).
ورواه الخطيبُ في (المتفق ١١٥٥) من طريق جعفر الصائغ (ثقة).
ورواه الدارقطنيُّ في (الأفراد -كما في الأطراف للقيسراني والجامع
(١) رواه في (الكامل) من طريقين عنه، تحرف في الثاني منهما إلى: "عمرو"! !