وقال البيهقيُّ:((عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدركْ معاذًا)) (السنن الكبرى ٣/ ١٨٣).
وقال المنذريُّ:((ذكر الترمذيُّ ومحمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزيمةَ أن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمعْ من معاذِ بنِ جبلٍ، وما قالاه ظاهر جدًّا؛ فإن ابنَ أبي ليلى قال: (ولدتُ لستٍّ بقينَ من خِلافةِ عمرَ)، فيكون مولدُهُ سنة سبع عشرة ومعاذ توفي سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة، وقد قيل: إن مولدَهُ لستٍّ مضين من خِلافةِ عمرَ، فيكون مولدُهُ على هذا بعد موتِ معاذٍ)) (النفح الشذي لابن سَيدِ النَّاسِ ٤/ ٤١).
وقال الذهبيُّ -عند ذكرِ شيوخِ ابنِ أبي ليلى-: ((ومعاذُ بنُ جبلٍ، وما إخاله لقيه، مع كون ذلك في (السنن الأربعة))) (سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٦٣).
وجزمَ بذلك في (التاريخ) فقال: ((وروايتُه عن معاذٍ في السننِ الأربعةِ، ولم يلْحَقْهُ)) (تاريخ الإسلام ٢/ ٩٦٦).
- وبهذه العلةِ أعلَّ الحديثَ عددٌ منَ الأَئمةِ:
فقال الترمذيُّ -عقبه-: ((هذا حديثٌ ليس إسنادُهُ بمتصلٍ؛ عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمعْ من معاذٍ. ومعاذُ بنُ جبلٍ ماتَ في خِلافة عمرَ، وقُتِلَ عمرُ وعبدُ الرحمنِ بنُ أبي ليلى غلامٌ صغيرٌ ابن ستِّ سنينَ وقد رَوى عن عمرَ (١))).
وقال البيهقيُّ -عقبه-: ((وفيه إرسالٌ، عبد الرحمن بن أبي ليلى، لم يدرك معاذ بن جبل)) (الكبرى ٦١٣).
وقال مغلطايُ -متعقبًا ابنَ عبدِ البرِّ في احتجاجه بهذا الخبرِ على نقضِ
(١) وقد أنكر جماعةٌ منَ الأئمةِ سماعه من عمرَ رضي الله عنه كذلك لصغرِ سنه، ينظر (تحفة التحصيل صـ ٢٠٥).