للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من المفعول الثّاني بدّ؛ فتقول: ظننت ذاك منطلقا، ومثله قول الشّاعر (١):

ولقد نزلت - فلا تظنّي غيره - ... منّي بمنزلة المحبّ المكرم

ف" غيره" كناية عن المصدر، وكذلك قوله تعالى: وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ (٢) فلم يعدّه إلّا إلى المصدر.

الحكم الخامس: المفعول الثّاني من مفعوليها يكون جميع ما كان خبرا للمبتدأ، من المفرد والجملة والظّرف، إلا القليل، تقول: ظننت زيدا قائما، وظننت زيدا أبوه قائم، وقام أبوه، وفي الدّار، وشذّ من هذا الباب: ما كان أمرا ونهيا، فإنّه يكون خبرا للمبتدأ، ولا يكون مفعولا ثانيا لها، نحو قولك:

زيد قم إليه، وعمرو لا تضربه، وكذلك تدخل" الفاء: في خبر المبتدأ، ولا تدخل في مفعولها الثّاني، نحو قولك: الّذي يأتينى فله درهم.

ولا بدّ في المفعول الثّاني إذا كان جملة، من ضمير يعود إلى الأوّل، كما لا بدّ منه في أخبار المبتدأ، حتّى ينتظم الكلام فلا تقول: ظننت زيدا قام عمرو، حتّى تقول: إليه، أو عنده، أو نحو ذلك.

الحكم السّادس: لهذه الأفعال ثلاثة أحوال: في العمل والإلغاء


(١) هو عنترة. ديوانه ١٨٧.
وانظر: الخصائص ٢/ ٢١٦ والهمع ٢/ ٢٢٦ والخزانة ٣/ ٢٢٧ و ٩/ ١٣٦.
نزلت - بكسر التاء -: خطاب لمحبوبته عبلة المذكورة في بيت سابق. المحبّ: اسم مفعول جاء على" أحبّ" و" أحببت" وهو الاصل، والاصل في اسم المفعول: مجيئه من الثلاثّىّ" حبّ" فهو محبوب وجملة؛ فلا تظني غيره؛ معترضة بين المجرور ومتعلّقه؛ لأنّ" منّي" متعلّق ب" نزلت".
(٢) ١٢ / الفتح.