للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنّ الذى حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد (١).

يريد: الذين (٢). وقد ألحقها قوم هاء فى الوقف. فقالوا: زيدونه (٣).

الحكم الثالث:

إذا سميت بهذا الجمع ففيه وجهان:

أحدهما: الحكاية، فتثبت الواو، والياء والنون بحالها، فتقول: جاءنى زيدون، ورأيت زيدين، ومررت بزيدين.

الثانى: أن تجعل النون حرف الإعراب، وتقلب الواو ياء، فتقول: جاء زيدين، ورأيت زيدينا، ومررت بزيدين.


(١) بيت من ثلاثة أبيات نسبت للأشهب ابن رميلة النهشليّ.
(الأشهب ابن رميلة: دراسة وتحقيق ١٩١).
ورواه ابن جني في: سر الصناعة (١٥٧ ب)، (... يا أم جعفر).
وروي: (وإن التي مارت بفلج ...) وروى (فإن الألى ...)، وحينئذ لا شاهد فيه.
قوله: (حانت): هلكت. أى ذهبت هدرا، فلم يؤخذ لهم قصاص ولا دية. و (فلج): واد بين البصرة وحمى ضرية من منازل عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم من طريق مكة.
قوله: (هم القوم): أي: الرجال الكاملون. وقوله (يا أم خالد) فابكي عليهم وهذا من عادة العرب أن يخاطبوا النساء لحثهنّ على البكاء. والبيت في كثير من كتب النحو واللغة والأدب منها:
إصلاح الخلل (٢٠٢)، الأمالي الشجرية (٢/ ٣٠٧)، البيان والتبيين (٤/ ٥٥)، تأويل مشكل القرآن (١/ ٣٦١)، التبصرة والتذكرة (١/ ٢٢٣)، التخمير (٢/ ٢١٦)، الحجة للفارسي (١/ ١١٢)، الحماسة البصرية (١/ ٢٦٩)، الخزانة (٢/ ٥٠٧، ٣/ ٤٧٣)، سر الصناعة (١٥٧ ب)، سمط اللآلي (١/ ٣٥)، شرح أبيات المغني (٤/ ١٨٠)، شرح شواهد الكشاف (٤/ ٣٦٥)، شرح شواهد المغني (١/ ١٧٥)، شرح التصريح (١/ ١٣١)، شرح المفصل (٣/ ١٥٤)، ضرائر الشعر (١٠٩)، الكتاب (١/ ٩٦)، مجاز القرآن (٢/ ١٩٠)، المحتسب (١/ ١٨٥)، المغنى (٢٥٦)، المفصل (٥٧)، المقتضب (٤/ ١٤٦)، المنصف (١/ ٦٧)، الهمع (١/ ٤٩، ٢/ ٧٣).
(٢) هذا رأى سيبويه (الكتاب: ١/ ١٥)، وتبعه المؤلف رحمه الله تعالى، وقال الأعلم الشنتمرى:
(ويجوز أن يكون الذى واحدا يؤدى عن الجميع لإبهامه ويكون الضمير محمولا على المعنى فيجمع كما قال الله تعالى: * وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ *) وذكر المؤلف الاسم الموصول الذى للجمع على أنه من جمع المذكر السالم غير صحيح لأنه نص على أن الذين فى الأحوال الثلاث صيغة مرتجلة للجميع وليست جمعا على صيغة الذي.
انظر: ص ٢٣٦.
(٣) انظر: ١/ ٦٨٥، وشرح التصريح (٢/ ٣٤٥).