أنه لم يكتب له مقدمةً إذ ذاك, بل افتتح الكلام في الرد, ثم حين أراد أحدُ أصحابه نسخَ الكتاب (آخر حياته سنة ٧٢٨) قابله على أصل الشيخ الذي بخطه وعرَضه عليه, فنظر فيه وصحَّحه وزاد بخطه زيادات, وكتب له هذه المقدمة وحكى قصَّته, وعن هذه النسخة الفريدة نُشِر الكتاب. وهو ظاهرٌ لمن تدبَّره إن شاء الله.
وكِبَر حجم كتاب «الرد على المنطقيين» بالنسبة إلى الكتاب الصغير الذي تقدمت الإشارة إليه قرينةٌ صالحةٌ ليوصف بأنه كتابٌ كبير.
فتحصَّل من كلام شيخ الإسلام هذا أن له في الرد على المنطق كتابين: صغيرًا مختصرًا متقدم التأليف, وكبيرًا هو «الرد على المنطقيين»(١).
وصرَّح بهذا في «الصفدية»(٢/ ٢٨١) وزاده بيانًا بقوله: «أما تقسيم الصفات اللازمة إلى ثلاثة أنواع ... فهذا من الخطأ الذي أنكره عليهم نظَّار المسلمين, كما قد كتبنا بعض كلام النظَّار في ذلك في غير هذا الموضع في الكلام على المحصَّل, وعلى منطق الإشارات, وعلى المنطق اليوناني مصنَّف كبير ومصنَّف مختصر, وغير ذلك».
وذكر كتابه الكبير في «منهاج السنة»(٢/ ٣٤٧ - ٣٤٨) بقوله: « ... كما قد بُسِط الكلام على المنطق اليوناني وما يختص به أهل الفلسفة من الأقوال الباطلة في مجلد كبير».
(١) هذا هو الاسم المثبت على تلك النسخة التي عليها خط شيخ الإسلام, وهو أولى من الاسم المسجوع الذي ذكره له السيوطي في مختصره «نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان».