النوم وبعده، فعند النوم إذا وضعت جنبك، تقول: باسمك اللهم أحيا وأموت، اللهم بك وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت روحي، فاغفر لها، وارحمها، وإن أرسلتها، فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: « (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا) » . فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي، وشرع لعباده عند الاستيقاظ ذكر الله، فإن العبد إذا نام عقد الشيطان على قافية رأسه ثلاث عقد، فإذا قام، وذكر الله انحلت عقدة، وإن توضأ انحلت العقدة الثانية، فإذا صلى انحلت العقدة الثالثة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند خالته ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم من النوم جعل يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[آل عمران: ١٩٠] إلى آخر سورة آل عمران. وفي حديث ثان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من استيقظ من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، والحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا إلا استجيب له، فإن توضأ، وصلى قبلت صلاته» . وشرع لعباده أذكارا يقولونها إذا قلقوا، فلم يناموا، أو كانوا يفزعون في نومهم، وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، ولا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره» ، وشرع لعباده أن يذكروه عند دخول بيوتهم، وعند الخروج منها، «فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إذا دخل بيته أن يقول: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله» ، وكان إذا خرج من بيته قال:«بسم الله توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي» ، وقال:«من قال يعني إذا خرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت، ووفيت، وهديت، ويتنحى عنه الشيطان» . أيها الناس: إن ربكم قد أمركم بذكره في أحوال معينة، ولأسباب معينة، وأمركم بذكره أمرا مطلقا يعم الأوقات والأحوال، فقال تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}[البقرة: ١٥٢]