للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الرابعة في بعض خصائص يوم الجمعة]

الخطبة الرابعة

في بعض خصائص يوم الجمعة الحمد لله الذي جعل يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وجعل فيه ساعة الدعاء فيها مجاب ومسموع وخصه بخصائص ليعرف الناس قدره فيقوموا به على الوجه المشروع وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي القهار مبيد الأجناد والجموع وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أتقى عابد وأهدى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان في القنوت والخضوع وسلم تسليما.

أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه أن جعلكم من هذه الأمة وخصكم بهذه الملة فأصبحتم بذلك خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل وإن مما ادخره الله لكم من الفضائل هذا اليوم المبارك يوم الجمعة فقد أضل الله عنه اليهود والنصارى وهداكم له قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة هدانا الله له وضل الناس عنه فالناس لنا فيه تبع هو لنا ولليهود يوم السبت وللنصارى يوم الأحد» .

فاعرفوا أيها المسلمون حق هذا اليوم المبارك وما اختص به من الفضائل لعلكم تقومون بتعظيمه وتعرفون أهميته ففيه تمام خلق السماوات والأرض فقد خلقهما الله في ستة أيام أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة وفيه خلق أبوكم آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة. ففي هذا اليوم ابتداء الدنيا وانتهاؤها في هذا اليوم ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ما لم يسأل إثما وأرجى الساعات للإجابة ساعتكم هذه وما بعد العصر فساعتكم هذه فيها صلاة الجمعة وانتظارها وساعة بعد العصر فيها صلاة تحية المسجد وانتظار صلاة المغرب ومن كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في صلاة. فتحروا أيها المسلمون ساعة الإجابة في هذا اليوم لعلكم تدركونها فتفوزون بما تسألون.

ومن خصائص هذا اليوم تأكد الاغتسال فيه لصلاة الجمعة قال النبي صلى الله عليه وسلم «غسل الجمعة واجب على كل محتلم» أي على كل بالغ فلا ينبغي للمسلم أن يترك الاغتسال ليوم الجمعة لأنه أمر مؤكد جدا. قال ابن القيم رحمه الله ووجوبه أقوى من وجوب الوضوء من مس النساء ومس الذكر والرعاف والحجامة والقيء وأقوى من وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>