للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الرابعة في حديث عبد الرحمن بن سمرة في رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- عجبا]

الخطبة الرابعة

في حديث عبد الرحمن بن سمرة في رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- عجبا الحمد لله الذي يسر للسالكين إليه الطرق والأسباب وفتح لهم من خزائن الأعمال الصالحة وما يقرب إليه كل باب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا بلا ارتياب وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي من الله به على المؤمنين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الحكمة والكتاب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الحساب وسلم تسليما.

أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله برحمته وإحسانه يسر لكم إلى الخير طرقا وأسبابا وفتح لكم إلى خزائنها أبوابا فاستبقوا الخيرات وخذوا من كل قسط منها بنصيب وافر تحمد عقباه في الحياة والممات واستمعوا إلى هذا الحديث العظيم الذي رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه ورؤيا الأنبياء حق ووحي قال عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في صفة بالمدينة فقال: (إني رأيت البارحة عجبا رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فطرد الشياطين عنه ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءه صلاته فاستنقذته من أيديهم ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما دنا من حوض منع وطرد فجاءه صيام رمضان فأسقاه وأرواه ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن يساره ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة وهو متحير في ذلك فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلته لرحمه فقالت يا معشر المؤمنين إنه كان وصولا لرحمه فكلموه فكلمه المؤمنون وصافحوه ورأيت رجلا من أمتي احتوشته الزبانية فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة ورأيت رجلا

<<  <  ج: ص:  >  >>