[الخطبة الثالثة عشر اتخاذ الحذر من الأعداء بمقابلتهم بمثل سلاحهم]
الخطبة الثالثة عشر
اتخاذ الحذر من الأعداء بمقابلتهم بمثل سلاحهم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى وتيقظوا لما يريده أعداء المسلمين من القضاء على الإسلام بكل وسيلة وما يدبرونه من مكايد يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
أيها المسلمون لقد تنوعت أساليب أعداء المسلمين في محاولة القضاء على دينهم ووجهوا إليه ألوانا من الأسلحة وغزوا المسلمين من كل جهة.
غزوا المسلمين بالسلاح العسكري وغزوهم بالسلاح الفكري وغزوهم بالسلاح الخلقي وغزوهم بالسلاح العاطفي. غزوا المسلمين بالسلاح العسكري فاعلنوا الحرب على المسلمين وشنوا الغارة عليهم بأقوى الأسلحة التي تمنكهم الفرصة من استعمالها.
وغزوا المسلمين بالسلاح الفكري فأفسدوا أفكارا من المسلمين وعقيدة يحاولون تشكيك المسلمين في دينهم وزعزعة العقيدة من قلوبهم بما ينشرونه من كتب ورسائل وما يلقونه من خطب ومقالات بالطعن في الإسلام وقادته أحيانا وبتزيين ما هم عليه من الباطل أحيانا فإن اعتنق المسلم ما هم عليه من الكفر والضلال فذلك غاية مناهم وتمام رضاهم قال الله تعالى وهو العالم بما تخفي الصدور:{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}[النساء: ٨٩] وقال عالم الغيب والشهادة: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}[البقرة: ١٢٠]
وإذا لم يعتنق المسلم ما هم عليه من الكفر والضلال اقتنعوا منه بالشك في دينه والارتياب وفي ذلك خروجه من الدين فإن الشك في الدين كفر ولقد صرح بعضهم بذلك فقالوا إننا نستبعد من المسلم أن يدخل في ديننا ولكن يكفينا أن يشك في دينه ثم يخرج منه إلى أي دين يشاء لأنهم يعلمون أن عز الإسلام هو ذلهم.
وغزوا المسلمين بالسلاح الخلقي فنشروا بين المسلمين ما تفسد به أخلاقهم وتسفل به