[الخطبة الخامسة في التحذير مما يكون في بعض الصحف والمجلات]
الخطبة الخامسة
في التحذير مما يكون في بعض الصحف والمجلات إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى واحذروا الفتن ما ظهر منها وما بطن احذروا ما يفتنكم عن دينكم وشرفكم وأخلاقكم فإن الفتن تسري إلى القلوب، فتصدها عن ذكر الله وعن الصلاة. تسري إلى القلوب النقية البيضاء فتكسبها شبهة وظلمة. تسري إلى القلوب التي تلين لذكر الله، وتخشع لعظمته فتكسبها قسوة واستكبارا. تسري إلى القلوب فتفتك بها كما يسري السم إلى الجسم فيفتك به. احذروا أيها المؤمنون الفتن كلها، لا تقولوا نحن مؤمنون نحن مستقيمون ولن تؤثر علينا أسباب الفتن، لا تقولوا هكذا فإن سهام إبليس نافذة لقد أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالفرار من الدجال خوفا من فتنته، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ:«من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه بما يبعث به من الشبهات»(رواه أبو داود) ، إن هذا الحديث أيها المؤمنون لعلم نهتدي به في كل مواقع الفتن، أن نبتعد عنها وإن كنا نظن أننا نخرج منها بسلام فإن الرجل لا يأمن على نفسه الفتنة.
أيها المؤمنون: لقد كثرت في عصرنا هذا أسباب الفتن وتنوعت أساليبها، وانفتحت أبوابها من كل ناحية، فتحت الدنيا فتنافسها كثير من الناس فأهلكتهم، وجاءت الوسائل الإعلامية ما بين مسموعة ومشاهدة، وفي وقت كثر فيه الفراغ فعكف الناس عليها، فضاعت بها مصالح دينهم ودنياهم وأردتهم.
إن وسائل الإعلام في الصحف والمجلات وغيرها لوسائل فعالة في المجتمع عقيدة وسلوكا وأخلاقا. إن استعملت في الخير وتبصير الناس في دينهم ومصالح دنياهم، كانت من أفضل الوسائل وأنفعها، وإن استعملت في ضد ذلك كانت من أضر الوسائل وأفسدها. وإن من المؤسف أن يكون في هذه الوسائل الإعلامية - الصحف والمجلات وغيرها - من المؤسف أن يكون فيها ما يدعو إلى الشر والفساد إلحاد في آيات الله، وتحريف لكتاب الله ودعوة إلى انحطاط الأخلاق والتحلل من الفضيلة. لقد كنت أسمع الكثير عن ذلك أسمع الكثير عن مجلات